(الحلقة الرَّابعة)
أمَّا والده، جدِّي يوسف، فقد لبس السَّواد طيلة حياته، وكأنَّ دياجير القبور أَلقَت بستائرها عليه لتُغطِّيه من رأسه حتَّى أخمص قدميه، فكسَا السَّواد كوفيَّته وعقاله، غطاء رأسه، وملابسَه الخارجيَّة والدَّاخليَّة، وبقي حزينًا، حردًا وكئيبًا، مكروبًا ومغمومًا لفقدان قرَّة عينه، وهل يستطيع أن يرى شيئًا دون عينيه، لكنَّه كان يُخفي حزنه مكابرًا قابضًا على جمرة قلبه، إن كان بين عائلته أو بين أصدقائه وخلانه، حيث وجد بابنته وحيدته وأحفاده منها وبكلِّ واحدٍ من ابناء اخوانه سميرًا ومؤازرًا، داعمًا ومساعدًا ومساندًا وسندًا، لكنَّه حين كان يخلو بنفسه وبحاله، كان يُطلق لحزنه العنان ولعينيه البكاء والأنين ولقلبه الخفقان السَّريع المضطرب، ولحنجرته النُّواح ويبدأ بنواحه، حيث كان يجد عزاءه بنواحه، عَتابا حزينة وميجانا كاوية جارِحة، تُقَطِّع نياط قلب سامعها، مسكين يا أبو تركي لم يرَ السَّعادة في حياته، البتَّة، “النَّبي أيُّوب ما قضَّى زيُّو”، “يا صبر أيُّوب”..
كان يقول دومًا: ما لي حظ مع الخَلَف..
كان يجدُ دواءه وعزاءه في بكائه، وكثيرًا ما تجد في البكاء عزاء ودواء! وتأكيدًا لذلك كانت تُردِّد أم تركي القول ايضًا: في البكاءِ عزائي ودوائي..
عساهما يجدان ابنهما الذي فقداه فتيًّا في الأولى، في الآخرة، عند رفيقه الأعلى الجبَّار القهَّار، ليعيشا معه كما يجب عليهما أن يكونا، مع الوالدين والأخوة، ويُعيدا لُحمة العائلة الواحدة إلى دهر الدَّاهرين، ﴿وللآخرة خيرٌ لكَ من الأولى﴾، لأنَّها باقية إلى ما شاء لها الباقي أن تبقى، لأنَّ الأولى هي الحياة الدُّنيا فانية حتمًا، لا بقاء لها، مؤكِّدًا، ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ﴾ أمَّا الآخرة فهي الباقية والخالدة والحاكمة على النَّاس بأفعالهم وسُمعتهم، بعد أن يُحاسبهم خالقهم بعد فناء خلقه، هي الأبديَّة، تُرى هل يعرف الجواب حكيم واسقف بني إياد من نجران..
كانت نقمة أبي تركي على بني عثمان وبني انجليز كبيرة، يكره الظُّلم والاستبداد وسرقة خيرات البلاد، منذ أيَّام “السَّفر برلك” ومن بعدها حين احتلَّ الإنجليز البلاد، بحجَّة الانتداب، فقد حاربها بكلِّ مجالسه، وأحاديثه “بالقول والفعل” ولم يكتفِ بأضعف الإيمان بل حاول أن يُقوِّم الذُلَّ بمقاومته ومواجهته فحرَّض على محاربتهم وعلى وجوب كنسِهم من الوطن، ليبقى الوطن عزيزًا وطاهرًا من رجسهم ونجسهم، لقد أخذوا له فلذة كبده، بعد أن أخذوا وطنه، لم يبق له شيء سوى النُّهوض واليقظة والذَّود عن حياض البلد، لقد استبسل في الدِّفاع عن البلاد، وكان دائمًا يرى ابنه، نصب عينيه،
يراه أمامه، دومًا، في كلِّ معركة ضدَّ المحتلِّ وفي كلِّ مناسبة وفي كلِّ لحظة..
لكنَّ الرِّياح جرت بما لا يشتهي قلبه..
لقد جاء في كتاب الشَّهيد غسَّان كنفاني، “أرض البرتقال الحزين” في فصل “ورقة من الطِّيرة” على لسان فدائيٍّ طيراويٍّ حارب في بلده وفي حيفا، “بــاسم الفدائي الذي يبدأ”، حين وجد نفسه بعد سقوط الطِّيرة، في الشَّتات، يبيع أقراص العجوة، في مدن اللجوء القسريِّ، بعد النَّكبة، حيث كان يطوف شوارع المدينة وأحياءها، بأطباق عليها أقراص العجوة طلبًا للرِّزق، بعد أن كان في بلده مقاتلاً شجاعًا وصنديدًا شديدًا نجيدًا لا يهاب الرَّدى، “روحه فوق راحته” فيقول لذلك الشُّرطيِّ في البلد الشَّقيق، الذي يُطارده ويمنعه من لقمة الحلال ويُحاربه في رزقه، بعد أن هزَّ له طبق العجوة:
“يجبُ أن تذهبَ من هنا”، ثمَّ دفعه دفعةً كادت تُسقطه على الأرض، وهو كاد أن يطَبِّق الطَّبق على نافوحه، لكن أخلاقه الثَّوريَّة لم تسمح له بضرب شقيقٍ جاهلٍ، فقال: “الحمد لله على أيِّ حال. الحمد لله لم أكن خائنًا ولا جبانًا في يوم من الأيَّام. ولو كنتُ كذلك لما كنتُ سامحتُ هذا الشُّرطيَّ.. والذَّنب في هذا ليس ذنبه.. إنَّه ذنب الذي أضاع فلسطين وحتَّم علينا حياة الكفاف هذه، حتَّم علينا أن نعيشَ وكأنَّنا خرجنا من فلسطين كي نبحثَ عن عملٍ ما فقط..
على كلٍّ، أنا أعرف من أضاع فلسطين..
كلام الجرائد لا ينفع يا بني، فهُم يكتبون في الجرائد، يجلسون في مقاعد مريحة وفي غرف واسعة فيها صور وفيها مدفأة، ثمَّ يكتبون عن فلسطين، وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلِّها، ولو سمِعوا، إذًا، لهربوا إلى حيث لا أدري، يا بني، فلسطين ضاعت لسبب بسيط جدًّا، كانوا يريدون منَّا نحن الجنود أن نتصرَّف على طريقةٍ واحدةٍ، أن ننهض إذا قالوا إنهض، أن ننام إذا قالوا نم، وأن نتحمَّس ساعةَ يريدون منَّا أن نتحمَّس، وأن نهرب ساعة يريدوننا أن نهربَ..
وهكذا إلى أن وقعت المأساة، وهم انفسهم لا يعرفون متى وقعت..”.
ما كو أوامر!
يجلسون على أقفيتهم، “على راحتهم”، في برجهم العاجيِّ، يُنظِّرون على الأبرياء اللاجئين، يُنظِّرون على الذين وقعوا حفاة عراة تحت رحمة السَّيف والنَّار في نكبتِهم!
هذه هي جيوش ما كو أوامر الشَّقيقة!
يقول الشَّاعر السُّوريُّ نزار قبَّاني في قصيدته من مفكَّرة عاشقٍ دمشقيٍّ:
سَقـوا فلسطـينَ أَحلامًا ملوًّنةً وأَطعموها سخيفَ القولِ والخُطبا
وخلَّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً تبيحُ عِـزَّةَ نَهدَيْها لمَـن رَغِبـا
يا مَن يُعاتبُ مَذبوحـاً على دَمـهِ ونزْفِ شِريانهِ، ما أسهـلَ العَتبا
من جرَّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعَهُ ومن رأى السُّمَّ لا يَشْقى كمن شَربا
حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عُنقي من ذا يعاتبُ مشْنوقًا إذا اضطربا؟
أين هم أهلك، أهلُنا، أين هم احفاد هؤلاء الذين هلكتهم النَّكبة..
بالتَّأكيد يحلمون بالعودة ويسعون إلى تحقيق ما يحلمون به، يحلمون بالعودة الأكيدة:
“نعم سأعود وتُمحى القيود..”!
فهل نعيشُ اليومَ زمانًا غير زماننا، في مكانٍ هو مكاننا وفي أرضٍ هي ارضنا ولنا، وفي بيت هو بيتنا ولنا، لقد تعلَّمنا من الحتميَّة التَّاريخيَّة، أنَّ الشَّعب يُحقِّقُ “أجمل الأحلام” ويصنعُ “أعجبَ العجبِ”، يصنع المكان والزَّمان والإنسان والبيان، والتَّوقيت والانتصار والقرار، يصنع التَّاريخ لأنَّ التَّاريخ تصنَعه الشُّعوب..
يا شعوب الشَّرق هذا وقت ردِّ الغاصبين
فاركبوا الهول الشِّداد واصطلوها باسلين
فحذار من هذا الزَّمن وحذار من مجاراة الزَّمن في زمنٍ جارَ علينا وعلى شعبنا من محيطه إلى خليجه، ايَّانا والهوانُ، إيَّانا والذُّلُّ، فهيات منَّا الذِّلَّةُ والدَّنيئةُ..
مَن يَهُن يَسهُلُ الهَوانُ عَلَيهِ ما لجُرحٍ بميِّتٍ إيلامُ
ويقول والدي: من باع نفسه للشَّيطان مرَّة، باعها ألف مرَّة، باعها أبدَ الدَّهر له.
إنَّ ارتباطنا بأرضنا وحبَّنا لوطننا وثيقان، لا انفصام لهما، كارتباط الجنين بحبل السُّرَّة وهو في رحم أُمِّه، حيث ينهل من ينابيعها منذ لحظته الأولى، حين يكون في بداية رحلة تطوُّره إلى مرحلة ﴿..أحسنِ تقويمٍ﴾ وتكوينٍ، حيث يتغذَّى من غذائها ويعاني ممَّا تعانيه ويفرح لما يُفرِحها، ويفزع لما يُفزِعها، فنحن نتقاسم مع الأرض خيرَها وجودَها وعطاءَها ومنتوجَها الآتي من غيث جوِّها وخصوبة برِّها ورذاذ بحرها وسخونة رملها وعطاء سمائها وشموخ جبالها وغزارة وديانها وكذلك نتقاسم العشق والشَّوق والحنين والمحبَّة، فقد أتينا من رحمها والى رحمها سنعود، فنحن نعيش مع كلَّ ذرَّة من ترابها لحظةً بلحظةٍ، ونسمعها دائمًا تردِّد تلك القصَّة التي كبُرنا على سماعها وإسماعها وروايتها للآخرين:
راودتني قصَّة ذلك الصَّبيِّ العاق، الذي قتل أمَّه وأحضر قلبَها لعدوِّها مقابل حفنة من الدَّراهم، ففي طريقه تدحرج الصَّبيُّ وسقط هاويًا على الأرض فناداه قلب الأمِّ وبه لوعةٌ وحسرةٌ وحنانٌ، سائلاً: “ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر”، فشعر الإبن بصاعقة تضربه في فؤاده وبسيف يُقطِّع كبده، وبعد أن شعر بخيانته لأمِّه وأهل بيته استلَّ سيفه ليقتل به نفسه، فناداه قلبُها ثانيةً، راجيًا: “لا تذبح فؤادي مرَّتين..” فهذه هي الأمُّ بقلبها الرَّؤوم والعطوف والرَّؤوف، مهما عانت وقاست من أبنائها، يبقى قلبها على أبنائها، فدونههم حبل الوريد..
هي الأرضُ أمُّنا..
كيف نستطيع أن نُدير للأرض ظهرنا يوم الشَّدائد والمحن، غير مبالين بآلامها، كيف لا نمنحُها قلبنا وفؤادنا ومهجتنا وأرواحنا، فإن نادتنا فإنَّنا حتمًا سنلبِّي نداء الوفاء والإباء والبقاء وفاءً لها، لإنَّ “نداء الأرضِ.. قاهر”، كيف نقدر، أن نعطي يدًا داعمةً، لمن يُريد العبث بمقدَّساتنا وشواهدنا في أرضنا، من حجر وبشر وشجر ونهر وندعمه ليُجزِّئ ويقسِّم ويُضعِف أهل بيتنا، وكيف لا نقطع اليد الممدودة للمارقين والسَّارقين والعابثين ونُقطِّع دابرهم..
يقول الشَّاعر والمناضل داود تركي:
لِنَعِشْ كِرامًا فِي مَرَابِعِنا وَنَكُنْ شُموسَ الجِدِّ فِي العَنَنِ
لَئِنِ الوَرَى امْتَلَكُوا إرَادَتَهُم بَلَغُوا جِنَانَ الخُلْدِ والعَدَنِ
يقول والدي، لا يُمكن إخفاء شمس الحقيقة، فنورها ساطع ولا أحد يمكنه حجبها، “واللي ما شاف من الغُربال يا بيروت أعمى بعيون أمريكيَّة”، وأقتبس ممَّا قاله الشَّاعر وديع البستاني، في تأبين الكاتب والمؤرِّخ جميل البحري، صاحب “تاريخ حيفا” (1) الذي قُتل غيلةً، في منطقة محطَّة الكرمل:
قُم يا جميل وقل لهم لا تحجِبوا وجهَ الصَّباح ببرقع الإبهام
الحقيقة ظاهرة للعيان والبيان كما الشَّمس في اشهر الصَّيف حين تكون معلقَّة كالثُّريَّا ومجموعتها من عُنق الثَّور، في بهو السَّماء..
فلماذا نام الشَّعب وأصبح خاملاً متخاذلاً، راضيًا بالخنوع والخضوع والرُّكوع، يرى الحقيقة يقينًا قاطِعًا، ويغُضُّ الطَّرفَ عن خيانات “الشَّقيق” غباءً وبلادةً أو حتَّى مُبايعًا، ويخلدُ في صمتٍ دائمٍ كما هو صمت أهل القبور دون حراك، فهل ﴿..يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾..
“إذ اتَّحد الشَّقيقُ مع العدوِّ
ولم نجد أرضًا نُصوِّب فوقها
دمَنا
ونرفعهُ قلاعًا”..
ألم نفهم بعد أنَّ “أمريكا هي الطَّاعون، والطَّاعون أمريكا”، مع كلِّ أصدقائها وحلفائها بغلمانها وأعرابها، على امتداد المشْرقين، ومن يدور في فلكها من ابناء جلدتنا الجرباء..
يا إلهي القهَّار، الذي لا قاهر له ويا إلهي الغالب الذي لا غالب له، الى متى هذا القهر والى متى هذا الغُلب..
حدَّثني والدي، ذات يومٍ، خلال جلستنا الصَّباحيَّة على شرفة بيته خلال قهوة الصَّباح
وصحيفة الإتِّحاد في يده، كعادتنا في كلِّ صباحٍ، أنَّ والده، جدِّي سمعان، قد توفَّاه الحيُّ القيُّوم، في اسبوع آلام السَّيِّد المسيح (ع) في شهر آذار من العام الخامس والأربعين من القرن الماضي حينها كان والدي في الصَّف الخامس الإبتدائي، في المدرسة الأسقفيَّة، للرُّوم الملكيِّين الكاثوليك في حيفا، بالقرب من كنيسة مار الياس، للرُّوم الملكيِّين الكاثوليك، حيث يفصل بين المدرسة والكنيسة شارع اللنبي، مار الياس نفسه نابذ عابدي البعل والأصنام والأوثان، حامي حيفا.
كان موقع المدرسة ما بين طريق اللنبي وشارع مار يوحنَّا المعمدان (نزلة الكلداوي) في حيِّ وادي النِّسناس، في حوش الكاثوليك، وفي شهر تمُّوز من ذلك العام، حصل والدي على الشَّهادة الثَّانية في التَّعليم الدِّيني، وهي التي كانت تؤهِّله للسَّفر إلى دير المُخلِّص، الواقع بالقرب من قرية جون في قضاء الشُّوف، محافظة جبل لبنان، لدراسة علم اللاهوت كرغبته، ليُصبح بعدها كاهنًا وخادمًا للرَّعيَّة، في أيِّ مكان في العالم يختارونه له، جنديًّا في خدمة الرَّعيَّة، لكنَّ وفاة والده، جدِّي، حالت دون ذلك، إضافةً إلى طلبٍ من جدَّتي له، بعد الوفاة، أن يبقى في البلاد لمساعدتهم في تقاسم مجهود مصاريف البيت بعد غياب عاموده حيث التجأ والدي إلى مساعدة أخيه البكر، داود، الذي لم يُنهِ دراسته الثَّانويَّة بسبب الحالة الاقتصاديَّة الصَّعبة وبدأ يعمل في قسم الجمارك، في ميناء حيفا، حيث كانت لغته الإنجليزيَّة على مستوى عالٍ من التَّفوُّق، وكذلك لمساعدة والدته ام داود، في ايَّام عطلته المدرسيَّة، الفصليَّة منها والموسميَّة وفي الأعياد، فقد رفض شقيقُه داود ان يترك والدي وأخوه الأصغر، بطرس، مدرستهما، لأنَّه كان يُردِّد دائمًا، العلم سلاح يُزوِّدك ويُجهِّزك لمحاربة صعوبات الدَّهر ومشاكل العصر ويدُلُّك على الطَّريق الصَّحيح وصواب التَّفكير لتجاوز الصِّعاب، وتواجه فيه كلَّ عقبات المستقبل، منتصِرًا، فالعلم نورٌ يُضيئ الدَّرب ونورٌ يُستضاء به والعِلم فريضةٌ على
الإنسان، متابعًا قوله ببيت من الشِّعر:
شبابٌ قُنَّعٌ لا خير فيهم وبورك بالشَّبابِ الطَّامحين
وبفضله تابع والدي دراسته إلى صف الثَّاني ثانوي فقط، حيث حالَ هبوط الكارثة على رأس شعبنا الآمن، دون استمراره دراسته، وفُرِضت عليه كما على باقي أبناء شعبنا، النَّكبة، فُرِضَت علينا حياة أخرى، وسبَّبت له كارثةً أخرى، كما سبَّبت لغالبيَّة أترابه وزملائه الطُّلاب، إذ ترك مقعد الدِّراسة قسرًا إلى ساحة الشَّقاء والعناء والكدح والتَّعب إلى سوق العمل مُكرهًا وعرف كيف السَّبيل، إلى ما يُريد..
لكنَّ حالة يُتم الأب، صقَلت جدَّتي وأبناءها الثَّلاثة صقلاً، في الإعتماد على الذَّات بإرادةٍ صلبةٍ ومواجهةِ المعضلات بهامة مرفوعة، لا تعرف الإنحناء، لانتشال العائلة من بين أنياب العوز والجور والضِّيق وقسوة الفقر الذي لا يرحم، حيث أنَّ مرارة اليُتم دفعتهم إلى الجدِّيَّة في العمل وقبول هذا التَّحدِّي، والانتاج والمواظبة على العلم والدِّراسة والتَّحصيل العلميِّ الباهر والزَّاهر..
﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾..
(نتواصل، إنتظروا وشكرًا)