يتزايد في السنوات الأخيرة اهتمام النساء الفلسطينيات بالتراث الشعبي الفلسطيني، ولدينا باحثات في مجال التاريخ الشفوي والفولكلور الفلسطيني الغنائي، نذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر : ” نائلة عزام لبس، روزا سمعان، فتحية خطيب (أم مبارك) وماريا أبو واصل ” وغيرهن. وسوف أتوقف في هذه المداخلة مع الباحثة نائلة عزام لبس، ابنة الناصرة، المولودة فيها العام 1948، عام النكبة، وتعيش فيها، التي تنحدر من أسرة فنية تعشق الموسيقى والغناء.
ومنذ طفولتها المبكرة بدأ اهتمام نائلة بالتراث وحفظ الأغاني الشعبية الفولكلورية، ولقرية عين ماهل الفضل الكبير على تطوير هذا الجانب لديها، حيث عملت فيها مدرسة للموسيقى لسنوات طويلة.
درَّست نائلة موضوع الموسيقى لمدة 30 عامًا، وشاركت في العديد من الندوات وورش عمل حول الأغاني الشعبية التراثية، وغاصت عميقًا في تراثنا الشعبي بمختلف تنوعاته وأشكاله وموضوعاته، وتدعو إلى تطعيم الحاضر بأصالة الماضي من أجل الحفاظ على هويتنا الوطنية والحضارية.
وبرأي نائلة لبس أن أغاني الأفراح والأعراس من أجمل الأغاني التراثية، و” المهاهاة ” هي درة التاج، وسر جمالها يكمن في سلاسة وبساطة كلماتها وتنوع غاياتها.
وقد جمعت لبس الأغاني التراثية الشامية في فلسطين، وأصدرتها تباعًا في كتب، وهي : ” الأغاني النسائية لمناسبة الخطبة والزواج، أغانينا النصراوية شامية وجاي من الشام، من معتقداتنا الشعبية صيبة العين، الأمومة والطفولة في الفولكلور الفلسطيني يا ستي ويا ستي، من حكاياتنا الشعبية دربيس ودربيسة – طنجر طنجر “. بالإضافة إلى كتابها الأخير ” لبستك الأبيض “، الذي توثق فيه الأغاني التراثية، ويشمل العديد من أغاني الاعراس غير موجودة في كتبها السابقة، ويضم ارشيف صور عن العروس بثوبها وحليها واكليلها، وكل التفاصيل الخاصة بها.
إنني إذ أحيي الزميلة الكاتبة والباحثة نائلة عزام لبس على جهودها المباركة الطيبة في مجال البحث التراثي، وأتمنى لها مديد العمر والحياة العريضة لتظل تتحفنا بما هو مفيد وهادف يخدم ثقافتنا الشعبية والوطنية، ويصون تراثنا المهدد بالتصفية والتشويه.