صدر حديثًا عن دار النَّشر في حيفا، مكتبة كلِّ شيئ، لصاحبها صالح عبَّاسي، كتاب بعنوان “حيفا في ذاكرة برهوم..كي لا تُنسى” للكاتب الطَّبيب خالد تركي، ومن منتجة الأستاذ شربل الياس، وهو عبارة عن سيرة ذاتيَّة سرديَّة موضوعيَّة توثيقيِّة ومشوِّقة، لشخصيَّة، والده، عاشت في مدينة حيفا منذ أن كان طفلاً رضيعًا وعايشت الأحداث ورأتها بامِّ عينها وأثَّرت فيها.
لقد أهدى الكتاب: “إلى الذين ما زالوا متشبِّثين بحقِّ العودة، حيفا لم تنسكم، وهي بانتظاركم لحظةً بلحظةٍ”..
جاء في مقدِّمة الكتاب، تحت عنوان “جبال الصُّوَّان”: إدَّعى الأب الرُّوحيُّ للحركة الصَّهيونيَّة، بنيامين زئيف (ثيودور) هرتسل، في أواخر القرن التَّاسع عشر، أن فلسطين هي لليهود بمقولته الشَّهيرة “أرضٌ بلا لشعب لشعبٍ بلا أرض”، والحقيقة أنَّ هذه المقولة هي واهنة، وأنَّها أوهى وأوهن من بيت ﴿..العَنْكَبوت﴾. وهذا هو السَّبب الذي جاء على إصداري لهذا الكتاب الذي بين أيديكم\أيديكنَّ، “حيفا في ذاكرة برهوم، كي لا تُنسى..”.
وقد كانت مصادره عن مدينة حيفا اوَّليَّة، من النَّبع، شواهد أوليَّة، لتشهد أنَّ على هذه الأرض شعبًا، يعيش حياته، ويريد أن يعيشها بكلِّ مركَّباتها الحياتيَّة والثَّقافيَّة والدِّينيَّة والنِّضاليَّة والتَّنظيميَّة والنِّقابيَّة، اعتمد في سرده حديث والده، كتاب “الذِّكريات” بقلم الطَّبيب اللبنانيِّ د. قيصر خوري الذي عاش في حيفا، في حقبة ما قبل النَّكبة، الذي صدر في أربعينات القرن المنصرم، وكتاب جميل البحري، “تاريخ حيفا” الذي صدر في حيفا في عشرينات القرن العشرين، وكتاب بولس فرح “من العثمانيَّة إلى الدَّولة العبريَّة”، كذلك اعتمد الكاتب في توثيق سرد والده وتثبيت ما جاء في حديثه، على الصُّحف المحلِّيَّة التي صدرت آنذاك، منها: منها “الإتِّحاد”، “المهماز”، “اليرموك”، “حيفا”، “الزَّهرة”، “زهرة الجميل”، “الزُّهور”، “السَّمير”، “الكرمل الجديد”، “المجلَّة التِّجاريَّة، لغرفة تجارة حيفا”، “النَّفير”و “النَّهضة”..
واعطى عنوان مقدمته للكتاب من وحي مسرحيَّة الأخوين رحباني “جبال الصُّوَّان”: فكما قالت فيروز (غِربة ابنة مدلج الثَّائر الشَّهيد) للطَّاغية المتسلِّط، فاتك، (الذي احتلَّ جبال الصُّوَّان وقَتَلَ والدها في مسرحيَّتِها “جبال الصُّوَّان”، بروح واحدة وأكيدة أنَّه لا مجال، هناك، للمساومة على الوطن، وانَّها ستحاربه حتى النَّصر، استشهدت غِربة، هرب فاتك بعد أن انتصر، وانتصر الوطن وبقيت الأرض لأهلها): شو بدك تقتل تا تقتل، ما بقى رح تخلص القصة ورا كل صخرة، تحت كل شجرة، بفيِّة كل بيت، عم يخلق ولد لمدلج..
ويأتي في الكتاب عن الحياة في مدينة حيفا، كيف كانت مزدهرة، بكنائسها وجوامعها وأديرتها، ومدارسها، ودور السِّينما، بصحفها التي صدرت فيها، لتكون شاهدًا انَّ مدينة حيفا كانت عامرة بأهلها وناسها لتشهد أنَّ على هذه الأرض شعبًا، يعيش حياته، ويريد أن يعيشها بكلِّ مركَّباتها الحياتيَّة اليوميَّة والثَّقافيَّة والدِّينيَّة والنِّضاليَّة والتَّنظيميَّة والنِّقابيَّة والرِّياضيَّة والسِّياسيَّة، أن نعيش حياتنا كما نشاء، وأنَّ “على هذه الأرض ما يستحقُّ الحياة”..
ووجاء في خاتمة الكتاب: ” تلك حيفا التي عاشها والدي قبل النَّكبة ويعيشها، بعدها، إلى يومنا هذا ونعيشها معه، إلى ما شاء الواحد له أن يعيش ونعيش معه، حاضرةً بأهلها، عامرةً بناسها بعمَّالها وفلاحيها، ثائرةً برفاقها ورفيقاتها، بمثقَّفيها الثَّوريِّين، حيَّةً بتلاميذها واساتذتها، بمدراسها وجوامعها وكنائسها وأديرتها، بمينائها وسهلها وموارسها وجبالها وأنهارها ووديانها، ببرِّها وبحرها، بسمائها وهوائها وأرضها بتاريخها الحيِّ، حاضرةً بأمل العودة للأهل والخلان والسَّلام لمن أراد السَّلام..
“فإن بناها بخـيرٍ طاب مسكنُهُ وإِن بناها بشرٍّ خاب بانيها”
ها هي حيفا تُكذِّبُ، مُجدَّدًا، ما قالوه، أرضٌ بلا شعبٍ لشعبٍ بلا أرضٍ، فنحن هنا منذ فجر التَّاريخ، منذ ألأزَل ولم نزَل ولا نزال فيها، وسنبقى هنا إلى أن ولا شفاعةٌ..﴾ وإلى أن ينام موج البحر على الشَّاطئ الشَّاميِّ، وإلى أن يخفُتَ ضوء الشَّمس، سنبقى هنا إلى أن ينام القمر” يأتي ﴿..يَومٌ لا بيعٌ فيه ولا خُلَّةٌ ..”ألا هل بلَّغتُ، أللهمَّ فاشْهد”..
والجدير بالذِّكر أنَّ هذا هو المؤلَّف الخامس للكاتب د. خالد تركي، بعد “يوميَّات برهوم البُلشفيِّ”، “حماة الدِّيار”، “من حيفا..هنا دمشق” و”سفر برلك”..
، ومن منتجة الأستاذ شربل الياس، وهو عبارة عن سيرة ذاتيَّة سرديَّة موضوعيَّة توثيقيِّة ومشوِّقة، لشخصيَّة، والده، عاشت في مدينة حيفا منذ أن كان طفلاً رضيعًا وعايشت الأحداث ورأتها بامِّ عينها وأثَّرت فيها.
لقد أهدى الكتاب: “إلى الذين ما زالوا متشبِّثين بحقِّ العودة، حيفا لم تنسكم، وهي بانتظاركم لحظةً بلحظةٍ”..
جاء في مقدِّمة الكتاب، تحت عنوان “جبال الصُّوَّان”: إدَّعى الأب الرُّوحيُّ للحركة الصَّهيونيَّة، بنيامين زئيف (ثيودور) هرتسل، في أواخر القرن التَّاسع عشر، أن فلسطين هي لليهود بمقولته الشَّهيرة “أرضٌ بلا لشعب لشعبٍ بلا أرض”، والحقيقة أنَّ هذه المقولة هي واهنة، وأنَّها أوهى وأوهن من بيت ﴿..العَنْكَبوت﴾. وهذا هو السَّبب الذي جاء على إصداري لهذا الكتاب الذي بين أيديكم\أيديكنَّ، “حيفا في ذاكرة برهوم، كي لا تُنسى..”.
وقد كانت مصادره عن مدينة حيفا اوَّليَّة، من النَّبع، شواهد أوليَّة، لتشهد أنَّ على هذه الأرض شعبًا، يعيش حياته، ويريد أن يعيشها بكلِّ مركَّباتها الحياتيَّة والثَّقافيَّة والدِّينيَّة والنِّضاليَّة والتَّنظيميَّة والنِّقابيَّة، اعتمد في سرده حديث والده، كتاب “الذِّكريات” بقلم الطَّبيب اللبنانيِّ د. قيصر خوري الذي عاش في حيفا، في حقبة ما قبل النَّكبة، الذي صدر في أربعينات القرن المنصرم، وكتاب جميل البحري، “تاريخ حيفا” الذي صدر في حيفا في عشرينات القرن العشرين، وكتاب بولس فرح “من العثمانيَّة إلى الدَّولة العبريَّة”، كذلك اعتمد الكاتب في توثيق سرد والده وتثبيت ما جاء في حديثه، على الصُّحف المحلِّيَّة التي صدرت آنذاك، منها: منها “الإتِّحاد”، “المهماز”، “اليرموك”، “حيفا”، “الزَّهرة”، “زهرة الجميل”، “الزُّهور”، “السَّمير”، “الكرمل الجديد”، “المجلَّة التِّجاريَّة، لغرفة تجارة حيفا”، “النَّفير”و “النَّهضة”..
واعطى عنوان مقدمته للكتاب من وحي مسرحيَّة الأخوين رحباني “جبال الصُّوَّان”: فكما قالت فيروز (غِربة ابنة مدلج الثَّائر الشَّهيد) للطَّاغية المتسلِّط، فاتك، (الذي احتلَّ جبال الصُّوَّان وقَتَلَ والدها في مسرحيَّتِها “جبال الصُّوَّان”، بروح واحدة وأكيدة أنَّه لا مجال، هناك، للمساومة على الوطن، وانَّها ستحاربه حتى النَّصر، استشهدت غِربة، هرب فاتك بعد أن انتصر، وانتصر الوطن وبقيت الأرض لأهلها): شو بدك تقتل تا تقتل، ما بقى رح تخلص القصة ورا كل صخرة، تحت كل شجرة، بفيِّة كل بيت، عم يخلق ولد لمدلج..
ويأتي في الكتاب عن الحياة في مدينة حيفا، كيف كانت مزدهرة، بكنائسها وجوامعها وأديرتها، ومدارسها، ودور السِّينما، بصحفها التي صدرت فيها، لتكون شاهدًا انَّ مدينة حيفا كانت عامرة بأهلها وناسها لتشهد أنَّ على هذه الأرض شعبًا، يعيش حياته، ويريد أن يعيشها بكلِّ مركَّباتها الحياتيَّة اليوميَّة والثَّقافيَّة والدِّينيَّة والنِّضاليَّة والتَّنظيميَّة والنِّقابيَّة والرِّياضيَّة والسِّياسيَّة، أن نعيش حياتنا كما نشاء، وأنَّ “على هذه الأرض ما يستحقُّ الحياة”..
ووجاء في خاتمة الكتاب: ” تلك حيفا التي عاشها والدي قبل النَّكبة ويعيشها، بعدها، إلى يومنا هذا ونعيشها معه، إلى ما شاء الواحد له أن يعيش ونعيش معه، حاضرةً بأهلها، عامرةً بناسها بعمَّالها وفلاحيها، ثائرةً برفاقها ورفيقاتها، بمثقَّفيها الثَّوريِّين، حيَّةً بتلاميذها واساتذتها، بمدراسها وجوامعها وكنائسها وأديرتها، بمينائها وسهلها وموارسها وجبالها وأنهارها ووديانها، ببرِّها وبحرها، بسمائها وهوائها وأرضها بتاريخها الحيِّ، حاضرةً بأمل العودة للأهل والخلان والسَّلام لمن أراد السَّلام..
“فإن بناها بخـيرٍ طاب مسكنُهُ وإِن بناها بشرٍّ خاب بانيها”
ها هي حيفا تُكذِّبُ، مُجدَّدًا، ما قالوه، أرضٌ بلا شعبٍ لشعبٍ بلا أرضٍ، فنحن هنا منذ فجر التَّاريخ، منذ ألأزَل ولم نزَل ولا نزال فيها، وسنبقى هنا إلى أن ولا شفاعةٌ..﴾ وإلى أن ينام موج البحر على الشَّاطئ الشَّاميِّ، وإلى أن يخفُتَ ضوء الشَّمس، سنبقى هنا إلى أن ينام القمر” يأتي ﴿..يَومٌ لا بيعٌ فيه ولا خُلَّةٌ ..”ألا هل بلَّغتُ، أللهمَّ فاشْهد”..
والجدير بالذِّكر أنَّ هذا هو المؤلَّف الخامس للكاتب د. خالد تركي، بعد “يوميَّات برهوم البُلشفيِّ”، “حماة الدِّيار”، “من حيفا..هنا دمشق” و”سفر برلك”..