ميسم جلجولي: الحكومة لا تكتفي بغض النظر، إنما تتهرب فعليًا من معالجة العنف في المجتمع العربي

 

كتبت ميسم جلجولي، عضوة في قيادة حراك نقف معًا اليهودي العربي

 

إنها حالة طوارئ! في الأسابيع الأخيرة بلغ العنف في مجتمعي العربي قمة مخيفة. منذ بداية العام قُتِل ٧٠ رجلًا وامرأة من المجتمع العربي. من ضمنهم ٥ قُتِلوا فقط منذ مطلع الشهر الجاري. شوارعنا تشتعل، دخل الغضب لكل بيت وبيت، وها هو احتجاجنا ينطلق وبقوة. أكتب لكم هذه الرسالة بهدف تجنيدكم للاحتجاج.

“المجتمع العربي هو مجتمع عنيف للغاية – وأكرر ذلك ألف مرة أنه عنيف جدًا. الأمر له علاقة بثقافتهم، فالكثير من الأمور التي تُحَل هنا بدعوى قضائية، هناك يسحبون لحلها السكاكين والسلاح”. هذا ما كان لدى وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، ليقوله صباح أمس بخصوص تفشي العنف في المجتمع العربي. هذا هو ذات الوزير للأمن الداخلي الذي يتنصل منذ سنوات من مسؤوليته إزاء ما يحصل في شوارع البلدات العربية، والذي يرفض وضع خطة عمل واضحة لمعالجة مشكلة العنف في المجتمع العربي. هذا هو ذات الوزير للأمن الداخلي الذي لم يعتذر قط عن القتل الذي وقع في أم الحيران، وعن ادعاءاته حول “إرهاب الحرائق” الذي لم يكن من الأساس. وهو أيضًا نفس الوزير الذي يتفوّه بعبارات عنصرية مرةً تلو مرة. هو كذلك نفس الوزير الذي رفض مرارًا وتكرارًا الجلوس مع ممثلي الجماهير العربية واختار نعتهم بالإرهابيين عبر كل منصة.

موجات العنف القاسية التي انطلقت مؤخرًا، وحالات الموت الصعبة التي أسفرت عنها، هي نتائج مباشرة للسياسات التي تتبعها حكومة إسرائيل ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان. سياسات امتدت على مدار سنوات طويلة من الإهمال الحكومي الإجرامي، وتنصل الحكومة من مسؤولياتها تجاه المجتمع العربي. على مدار أعوام، خصخصت الحكومة العديد من خدمات المنظومتين التربوية والاجتماعية، جعلت من سوق العمل مكانًا لا يُحتَمل وعديم الفائدة يجر الناس للبطالة ولهامش المجتمع، وشاهدت من بعيد مشهد العنف في المجتمع العربي.

ولكن في الحقيقة، فإن الحكومة لا تكتفي بغض النظر، إنما تتهرب فعليًا من معالجة العنف في المجتمع العربي. في عام ٢٠١٨ تم تقليص ٤٠٠ مليون شيكل من الميزانية التي كانت من المفترض أن تُخَصَص لمعالجة مسألة العنف في المجتمع العربي. بالإضافة فإننا لا نرى بالأفق أي محاولة لجمع السلاح غير القانوني وللتعامل مع منظمات الإجرام في المجتمع العربي. ماذا نشهد بالواقع إذًا؟ تحريض مجنون عوضًا عن إيجاد الحلول.

هذه السياسة التي تقودها الحكومة هي سياسة قاسية ولئيمة، ولكن من الممكن تغييرها. وهذا ما علينا أن نطالب به، في كل الساحات وفي كل الجبهات. في الأسابيع القريبة سنخرج للشوارع، يهود وعرب، وسنطالب بما نستحقه – حلول بدلًا من التحريض. عيش آمن بدلًا من العنف. نطالب بجمع السلاح غير القانوني على الفور، تفكيك منظمات الجريمة بالمجتمع العربي وتفعيل مشاريع تربوية ولا منهجية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .