اذا كنتم تشعرون بحكة أو ظهرت عليكم علامات طفح جلدي لمدة من الزمن، ولربما على فترات متباعدة من الزمن، وظهرت دون سبب منطقي لذلك، ولم يسعفكم استعمال المراهم المختلفة، فعلى ما يبدو انتم مصابون بمرض الشرية، وهي مرض يصيب الجلد في اوقات غير متوقعة مسبقًا.
يُشار إلى أنّ التوقعات والمعطيات تشير إلى اصابة من 15%-20% من سكان الكرة الأرضيّة بمرض الشرية الحادة، والتي تصل إلى 6 اسابيع، فيما يُصاب 1% من سكان الكرة الأرضيّة بالشرية المزمنة والتي تستمر إلى مدة أكثر من 6 اسابيع.
وعن المرض توجهنا إلى الأخصائي في جهاز المناعة، د. الياس طوبي، والذي فسر عن مرض الشرية وقال: الشرية او الشرى هي عبارة عن طفح جلدي أحمر مرتفع يؤدي إلى كدمات حاكة يمكن أن يتراوح حجمها ما بين البقع الصغيرة والباقعات الكبيرة التي يصل قطرها إلى عدة بوصات وحتى سنتيمترات.
وأضاف بروفسور طوبي عن المرض: توجد لدى العديد من الأشخاص المصابين بالشرية تورمات في الجلد ايضًا تسمى الوذمة الدعائية، وهو نوع آخر يرتبط بالتورم وغالبًا ما يؤثر على طبقات الجلد الأكثر عمقًا حول الوجه والشفاه.
وأوضح: في أغلب الحالات لا توجد أضرارًا للطفح الجلدي والوذمة الوعائية ولا يترك أي منهما علامات على المدى الطويل حتى دون علاج.
انواع المرض ومسبباته
وعن انواع المرض قال بروفسور طوبي: يقسم المرض إلى عدة اقسام، وفق مدة اصابة المريض، فعلى سبيل المثال الشرية الحادة تستمر من ساعات أو ايام وكأقصى حد تصل حتى 6 اسابيع، وتنتج بالأساس بسبب حساسية لشيء معيّن أو التهاب، اما الشرية المزمنة فهي التي تصيب المريض لفترات متقطعة، وتستمر لمدة أكثر من 6 اسابيع، حيث تنتشر بشكل فجائي دون سبب معروف.
وأضاف بروفسور طوبي على أنّ النوع الأول من الشرية منتشر لدى الأطفال والبالغين الشباب، فيما ينتشر النوع الثاني لدى النساء بأجيال 20-40 عامًا، وترافق معظم الحالات انتفاخات جلدية.
واشار إلى طريقة التعرّف على المرض بالقول: في حال ظهور كدمات جلدية بلون أحمر او ابيض، يرافقها حالة انتفاخ، هذه الكدمات قد تحصل لدقائق أو ساعات أو أكثر، وشكلها دائريّ- وكما اسلفت سابقًا قطرها يصل إلى بوصات وحتى سنتيمترات.
واسهب: من الممكن أنّ تظهر الكدمات في منطقة معينة، أو منشرة على كافة الجسم، وفي كل الحالات ترافقها حكة، او احساس باللدغ أو الحرقة.
وعن مسببات المرض وطرق العلاج قال بروفسور طوبي: هي رد فعل لجهاز المناعة في الجسم، واسباب هذا الرد غير معروفة، وفي حالات معينة هنالك محفزات فيزيائية تؤدي إلى تطورها وتوسعها.
العلاج
فيما يتعلق بالعلاج اشار بروفسور طوبي إلى: علاج مرض الشرية الأفضل، إذا عرف المسبب المحدد للمرض، يكون عن طريق الامتناع عن التعرض لهذا المسبب. إذا لم يكن المسبب معروفًا، خصوصًا في الحالة المزمنة، يمكن أن نعالج المرض بمساعدة أدوية مضادة للهيستامين وقت النوبة، أو لفترة مستمرة أكثر. في الحالات الصعبة، خصوصًا الوذمة الوعائية، تتم إضافة علاج ستيرويدي (steroid)، علمًا أنّ هذا العلاج محدد في الوقت، لأنه قد يمس بجهاز المناعة ويحدث عوارض جانبية أخرى.
وأوضح: للمرضى الذين لم يتجاوبوا مع هذا العلاج، هنالك علاجات مُحّدَثة، تضمن النتائج، لكن من المهم مراجعة الطبيب المختص، حتى يتم التشخيص بدقة.
يوم دراسيّ
وفي الختام، اكد بروفسور طوبي على أنّه وبالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة مرض الشرية، ينظم مستشفى العائلة المقدسة يوم دراسيّ خاص، بتاريخ 2.10.19 في الناصرة، يتم من خلاله التطرق إلى المرض والتحديثات بطرق علاجه، حيث سيشارك هذا المؤتمر نخبة من الأطباء المختصين بالجلد وأمراض المناعة.