تلك هي حيفا
مدينة فخمة، سهلة ماتعة،
روح الأنوثة، ورائحتها فيها
نعود معها نحو زماننا الأول
تلك هي حيفا
بحنان .. يتلوّى البحر على خاصرتها
فيغفو موجُه .. وتستكين سفنُه المُشرَّعة
***********
حيفا يا عروس البحر
رُحِّلنا عنك .. كهجرة طيور
ورُحنا نتفقَّد حُزنًا في المهجر
على كل نافذة .. لنا حكاية
ووراء كل باب لنا رواية
والأهازيج تأتينا من وراء البحر
تنثر لنا عطرَ الحروف
***********
حيفا يا فرحَنا
أنت الشوقُ والحبُ أنت
ستحتفين بقوافلِ العائدين
حين تأتي من وراء البحار
جاء الشتاء يبعث حنينا في شواطئك
فينمو فرحًا في عيون العائدين
حين يأتونك بلهفةٍ وعلى عجل
كعصافيرٍ هاجرت وعادت
ترنو شمسَك .. والماءَ والأمسيات
من هدأة بحرِك وزرقته
دعي حلمَهم ضياء
وهبيهُم من همس المساء تذكارا
من بسمةٍ..، من بدرٍ..، ومن همس الأغنيات
**********
حيفا يا عشقَنا
أصيلٌ هو بحرُك
فكأنه يغرقُ في صفوِ القبة الصفراء
حين تلوِّحين له بالهدوء
دعي قلبَك مفتوحًا ما تشائين
كيف تشائين .. ولمن تشائين
وليبقَ شراعُ موجِك ممدودا،
في وجه الرياح
ستبقين “أنثى” لا جدران لها
وعن بحرك لن تغرب الشمس
************
حيفا يا معزوفة
تعزف على زرقة البحر ومرجانه
تعزف على أشرعة السفن الراسية
تعانق الموانئَ بهدوء
وفي صوتِك عزفٌ
كعزف أحلامِ قلبي
يتناثر بين ذبذبات الموج
فيرشقُه فوق كرملِك وأشجاره الذابلة
عسى ترجع خضرتَه
*************
حيفا يا عناقيد فرح
يا زلالَ الماء النقي
اسكبي لي كأسًا من زلال
ألوذ به نحو كرملِك
من دخانِ الراسيات
فيعود قلبي الذي ضل مني
منذ أيام الشباب
يبحث عن عناقيدِ فرح
يبحث عن كلمات
يتغزل في بحرِك يا عروس
فالغزل يُحيي أرواحًا
ويُميتُ قلوب
وعناقيدُ فرح العودة
لن تموت