تزوج رجل من البادية ابنة عمه وانجبت له تسعة اولاد ذكور وفي العاشرة أنجبت انثى ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑُﺸّﺮ ﺑﺎﻟﺒﻨﺖ ﺣﺰﻥ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻟﻴﻠﻲ ﺍﻷﺳﻮﺩ، ..
ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﻥ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻛﺒﺮ ﺍﻷﺏ ﻭﺃﺻﻴﺐ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ.
ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻧﺸﻐﻠﻮﺍ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃﺑاهم ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ، ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﺑﻨﺘﻪ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﺭّﺓً لابيها الضرير.
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡٍ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻟﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ،ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ : ﻣﻦ ﺃنت .
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﻧﺎ ﻟﻴﻠﻚ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳﺎ ﺃبي.
ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺎﺩﻣﺎً ﻭﻣﺘﺄﺳﻔﺎً :
(ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻮﺩ)
وانشد يقول:
ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻮﺩ
ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻬﻨﺎ ﺑﺴﻮﺩ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ
ﻟﻮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﻌﻤﺮﻱ ﻳﻌﻮﺩ
ﻻ ﺍﺣﺒﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﻭﺗﺎﻟﻲ
ﻣﺎﻏﻴﺮﻫﺎ ﻳﺒﺮﻧﻲ ﻭﻳﻌﻮﺩ
ﻳﻨﺸﺪ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﺗﻲ ﻭﺣﺎﻟﻲ
ﻭﺇﻻ ﺃﺑﺪ ﻣﺎﻋﻨﻲ ﻣﻨﺸﻮﺩ
ﻟﻮﻻﻫﺎ ﻭﺍﻋﺰﻱ ﻟﺤﺎﻟﻲ
ﺗﺴﻌﻪ ﺭﺟﺎﻝٍ ﻛِﻨﻬُﻢ ﻓﻬﻮﺩ
ﻣﺤﺪٍ ﺗﻌﻨﻰ ﻟﻲ ﻭﺟﺎ ﻟﻲ
ﻛﻦ ﺍﻟﻐﻼ ﻭﺍﻟﺒِﺮ ﻣﻔﻘﻮﺩ
ﻛﻞٍ ﻏﺪﺍ ﺑﺪﻧﻴﺎﻩ ﺳﺎﻟﻲ
ﻣﺎﻏﻴﺮ ﺭﻳﺢ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩ
ﺑﻨﺘﻲ ﺑﻜﻞ ﻳﻮﻡٍ ﻗﺒﺎﻟﻲ
ﻣﺎﺷﻔﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻘﺺ ﻭﻣﻨﻘﻮﺩ
ﺗﺴﻮﻯ ﻗﺪﺭ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﺟﺎﻝُ
ﻳﺎﺭﺏ ﻳﺎﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎﻣﻌﺒﻮﺩ
ﺗﻘﺴﻢ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺤﻼﻟﻲ
ﺻﺮﺕ ﺑﺴﺒﺎﻳﺐ ﻟﻴﻠﻲ ﻣﺤﺴﻮﺩ
أثرﻯ ﺍﻟﻬﻨﺎ ﺑﺴﻮﺩ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ.
(السويداء دار التراث)