عاد شادي سعيد إلى بلدته بعد ان انهى دراسته حاملا طموحاته الكبيرة، جلس يفكر، قال لنفسه: يجب ان اصل إلى قمة الهرم، صورت له نرجسيته بان سيكون النجم الأول في منطقة سكناه، وطال الانتظار دون ان يلتفت إليه الناس، مما اشعل حقده على مجتمعه، وفكر طويلًا.. ما هي السبل التي عليَّ ان انتهجها من أجل ان يلتفت الناس إليَّ، تأفف وقال لنفسه: وجدتها.. وجدتها..
تذكر حكاية جده حين كان أهل بلده يحضرون المياه من العين القريبة من مكان سكناهم، حين كان من يريد ان يلفت الانتباه إلى شخصه يقوم بكسر مزراب العين ولا يهمه ان واجه المسبات طالما انه لفت الانتباه إلى شخصه بهذه الفعلة الشنعاء.
قال لنفسه: ماذا عليَّ أن افعل وسرعان ما تذكر بان الانتخابات البرلمانية قد اقتربت قال: عليَّ ان افسد المسيرة، يجب ان ادعو الناس إلى المقاطعة.
ولكنه عاد إلى ضميره وقال: إن هذه المرحلة حساسة والعدو يُشرّع قوانين عنصرية من اجل ضرب مصالحنا وربما يحلم بتهجيرنا من وطننا، ثم أن نوابنا كان لهم إنجازات عظيمة تتعلق بوجودنا ككل، لقد الغوا الضرائب على الاطيان وهذا الإنجاز لوحده يجب ان يدفع كل الناس إلى صناديق الاقتراع، ان هذا الإنجاز له ابعاد كبيرة على أولادنا واحفادنا من بعدنا، كما ان التقارير الرسمية الصادرة من البرلمان تقول خلافا لوسائل الاعلام في الدولة التي تحرضنا على نوابنا، تقول بأنهم كانوا الأفضل من بين أعضاء البرلمان على صعيد التشريع الاجتماعي تحديدًا.
لكن عادت وهيمنت عليه نرجسية فخنقت صوت الضمير الذي كان متقدًا قبل قليل، كان اثناء ذلك يجوب الغرفة ذهابا وإيابًا وقد وصل بجانب طاولة خبط عليها بقبضة يده بعد ان وثبت دموعه على وجنتيه: لماذا هذا التخبط، لماذا لم ارسو على قرار، أخذ يهز برأسه وقال: يبدو بان وضعي يرثى له، ترى هل انا اعاني من انفصام في الشخصية، لماذا لم يلتفت إليَّ احد.. عليَّ ان أفتش عن أخطاء أعضاء البرلمان من أبناء جلدتنا، وساجدها، فمن يعمل لا بد أن يكون قد أخفق هنا وهناك، إني سأجند الأخطاء وانفخ فيها لتغدو الحبة قبة واجند هذه الأخطاء لأدعو الناس لعدم الخروج إلى الصناديق، صمت قليلا من الوقت وعاد مرة أخرى يحدث نفسه ولكن النائب ابن بلدي انسان رائع ومجتهد وله لمسات على حياتنا فلماذا احاربه، واثناء ذهابه ويأبه ركل كرسيا جاء في طرقه وصرخ من شدة الألم وقال: يجب ان يسطع نجمي ولا علاقة لي بأحد سوف أفسد على مسيرة أهلي ان لم احقق هدفي أيا كانت النتيجة.