قصيدة خجولة للشاعرة السورية شاديا عريج بقلم : شاكر فريد حسن

 

وقفت في حياء

تمنيت الوقفة لوقت

طويل

خفت أن أصارحه

بكيت والدمع على الخد

يسيل

قلت : وداعاً

والعيون تحكي تمهل

بالرحيل

قال :

رمشك يصطاد القلوب

والأهداب تزين الطرف

الكحيل

تفجَّرت عندها وقلت:

ابق سأعطيك كأس

المحبة.. وشربة

من مذاق عذب

سلسبيل…..

استوقفتني هذه القصيدة الخجولة للصديقة الشاعرة شاديا عريج ، المعروفة بقصائدها الوجدانية والعاطفية ، لما تحمله من مشاعر نابضة ، وعذوبة الحروف ، وصدق البوح والتعبير ، ورقة المعاني . ففيها تعبر بحياء عن لواعج صدرها واختلاجات قلبها ورعشات روحها ، ليس فقط بالكلمات وإنما بالعبرات ودموع العين ، وهذا ما يجعل نصهًا عفويًا شفافًا صادقًا .

هذه القصيدة تكللت بالجمال ،وتدفقت فيها الالفاظ بانسياب كماء الوديان ، وتناسقت فيها معاني الوجد الرقيقة مع كثافة الجمل الفنية الانيقة والصور الشاعرية في غاية الرقة .

شاديا عريج تصوغ حروفها من الوان الربيع ورياض الزهر وحدائق البيان ، تسبر اغوار الروح ، وتعزف الحان الحب على اوتار الشعور والنبض وايقاعات الجمال . إنها صوت ياسميني رقيق وانيق ، مجبولة بالشعر والاحساس العاطفي الوجداني ، ومفعمة بجيشان العاطفة وترانيم الوجد ، وتستحدث صورها وتكثفها في عبارات قصيرة تحمل أكثر من معنى ، ومعانيها تسبق الالفاظ والتراكيب وتحفظ البيئة العضوية لنصها في نسق وقالب لغوي بسيط قريب للقلب بأناقة جمالية .

وبكلمات قليلة شاديا عريج نسجت نصها بمداد الفؤاد ، ودمع العين ، وهمس الروح ، وبوحها حيي في غاية السلاسة والعذوبة والانسيابية ، بمذاق عذب سلسبيل .

فلها التحية الخالصة وبانتظار ما هو جديد ورائع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .