وقفت في حياء
تمنيت الوقفة لوقت
طويل
خفت أن أصارحه
بكيت والدمع على الخد
يسيل
قلت : وداعاً
والعيون تحكي تمهل
بالرحيل
قال :
رمشك يصطاد القلوب
والأهداب تزين الطرف
الكحيل
تفجَّرت عندها وقلت:
ابق سأعطيك كأس
المحبة.. وشربة
من مذاق عذب
سلسبيل…..
استوقفتني هذه القصيدة الخجولة للصديقة الشاعرة شاديا عريج ، المعروفة بقصائدها الوجدانية والعاطفية ، لما تحمله من مشاعر نابضة ، وعذوبة الحروف ، وصدق البوح والتعبير ، ورقة المعاني . ففيها تعبر بحياء عن لواعج صدرها واختلاجات قلبها ورعشات روحها ، ليس فقط بالكلمات وإنما بالعبرات ودموع العين ، وهذا ما يجعل نصهًا عفويًا شفافًا صادقًا .
هذه القصيدة تكللت بالجمال ،وتدفقت فيها الالفاظ بانسياب كماء الوديان ، وتناسقت فيها معاني الوجد الرقيقة مع كثافة الجمل الفنية الانيقة والصور الشاعرية في غاية الرقة .
شاديا عريج تصوغ حروفها من الوان الربيع ورياض الزهر وحدائق البيان ، تسبر اغوار الروح ، وتعزف الحان الحب على اوتار الشعور والنبض وايقاعات الجمال . إنها صوت ياسميني رقيق وانيق ، مجبولة بالشعر والاحساس العاطفي الوجداني ، ومفعمة بجيشان العاطفة وترانيم الوجد ، وتستحدث صورها وتكثفها في عبارات قصيرة تحمل أكثر من معنى ، ومعانيها تسبق الالفاظ والتراكيب وتحفظ البيئة العضوية لنصها في نسق وقالب لغوي بسيط قريب للقلب بأناقة جمالية .
وبكلمات قليلة شاديا عريج نسجت نصها بمداد الفؤاد ، ودمع العين ، وهمس الروح ، وبوحها حيي في غاية السلاسة والعذوبة والانسيابية ، بمذاق عذب سلسبيل .
فلها التحية الخالصة وبانتظار ما هو جديد ورائع .