نادي حيفا الثقافي يستضيف الشاعر مروان علي مع كتابه “كيف تصبح كرديا في خمسة أيام” ويومياته العربية

خلود فوراني سرية –
أستضاف نادي حيفا الثقافي مؤخرا في أمسية ثقافية احتفائية الشاعر والناقد السوري الكردي مروان علي الذي قادته خطاه إلينا من غربته في ألمانيا وفي جعبته حب عارم لفلسطين وقصائد ذات خصوصية عالية انبعثت من حميمية التجربة وقدرتها على الاشتباك مع الوجود. ألقى شذرات منها خلال الأمسية فتركت أثرا جميلا في قلوب وذاكرة الحاضرين.
افتتح الأمسية مؤهلا بالحضور رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة. كما رحب بالشاعر معبرا عن سعادة النادي باستضافته والاحتفاء به في هذه الأمسية .
 عرض بعدها برامج الأمسيات المقبلة ثم قدم شكره للمجلس الملي الأرثوذكسي الوطني  لرعايته أمسيات النادي.
استهلت الأمسية بوصلة فنية موسيقية وأغاني شامية قدمها الفنان الياس عطالله حيث قدم على آلة العود أنغاما عزفت بريشة ذهبية وخفقت بقلوب الحاضرين.
تولت إدارة الأمسية وشاركت بمداخلة لها حول كتابه اليوميات – الصادر عن دار المتوسط – إيطاليا للنشر-  الناشطة الثقافية خلود فوراني سرية فكان لها تقديم مميز للشاعر وحلمه الذي بهذا المساء تحقق، استهلته بماركيز ” نحن لا نستطيع التوقف عن الحلم .. وإلا ماتت الروح فينا”.
وعن الخاصية في شعره وكتابته قالت، الكتابة حالة من حالات الاشتهاء.
الكتابة دون احساس بها… هو نوع من الزنى بالكلمات.
نحن هذا المساء مع شاعر حالة ..
مع قصائد تنبعث من حميمية التجربة وقدرتها على الاشتباك مع الوجود.
انه الشاعر مروان علي، الطالع من ثرى “كرصور” كردستان- سوريا.. يعلمنا ان قصيدة الشعر ليست لائحة اتهام نوجهها ضد شاعر، فالشاعر شاهد على عصره وليس مسؤولا عن جرائم هذا العصر وانحرافاته.
وأنه – بشعره – منحاز بالدرجة الأولى الى الانسان.
وعن يومياته العربية أضافت، ستمر على يوميات مروان علي منذ أن كان طفلا يذهب للمدرسة، تشغله الموسيقى، ونبوءات أبيه عن الحرية.. رحلة قادها بنفسه في خمسة أيام، ألم السوريين عبر ضمير المتكلم فيأخذ القارئ معه بالأيام الخمسة نحو ماض سوري مثقل بالألم بقالب السرد والسيرة وانخطاف اللحظة الشعرية. وكأنه يمنح قارئه تجربة تخيلية للعيش كمواطن كردي ولو لخمسة أيام فقط.
كانت مشاركة بعدها للكاتبة دعاء زعبي خطيب ابنة مدينة الناصرة، فقدمت مداخلة  أجرت فيها مقاربة بين نصها ونص الكاتب في موضوع ” المكان” مداخلة تليق بالكاتب والكتاب تنضح شاعرية ووعيا ثقافيا جاء فيها:
بعد قراءتي لكتابه “كيف تصبح كرديًّا في خمسة أيّام” وجدتُ أنّني ومروان متشابهان.  فكلانا مسكونٌ بالماضي، أسيران داخلَ جدرانٍ تضِجّ بالذكريات. وكلانا يحترفُ السّفر في الزّمان والمكان.
المكانُ ندبةٌ واضحةٌ في مختلف نصوص مروان، لا سيما الطفولةُ وعوالمُها، يقول مروان: «لحسن الحظ لا أستطيع تجاوزَ عقدةِ المكان، فعلاقتي به ليست علاقةً عابرة”.
 “الأمكنة مخلصةٌ جدا. رائحةُ بيادر القمح في كرصور، أصوات الباعة في سوق القامشلي، أصوات العتالين في صوامع الحبوب، حيث عملت عتالا خلال فترة دراستي الثانوية، قلعة حلب، مقهى القصر، ساحة سعدالله الجبري في حلب، ساحة المرجة ملتقى أهالي الجزيرة حيث تختلط الأغاني الكردية مع رائحة الشاي الثقيل في صباحات الشام. لكن ورغم كل الأمكنة الجميلة التي مررت بها خلال رحلتي الطويلة، تبقى سوريا هي المكان الأجمل في هذا العالم؛ في أمستردام كنت أبحث عن رائحة دمشق وحلب بين أزقتها وأشجارها، أحيانا ينسى الغرباء رائحة المدن التي جاؤوا منها». أمّا مروان علي فلم ينس يومًا كرصور ولا القامشلي ولا مراتعَ طفولته. كما لم أنس أنا يومًا أمكنةً ما زالت تسكن روحي. فذكريات طفولتي مثلًا في طبرية لا يمكن لي أن أنساها فهي بمثابة لحنٍ قديمٍ سيبقى يذكّرني بتلك الأرجوحة وتلك الأغنية .
أما الطالب مروان سرية فشارك بإلقاء جميل تفاعل معه الحضور لقصيدة “الطريق إلى البيت” للشاعر مروان علي والتي يصور فيها ماضيا سوريا مثقلا بألم ذكريات الحرب وآثار القصف ليبقى السؤال هل يصلح الشعر ما أفسدته الحرب ؟
 
تلته الشاعرة فردوس حبيب الله ابنة قرية عين ماهل، بمداخلة ذات عمق زينتها بالشعر فتحدثت عن مروان الانسان، الشاعر وألقت مقتطفات من قصائدها بما يتلاءم مع روح قصائد مروان لتخلق ذاك التمازج الشاعري الجميل بين النصوص ولتؤكد أن الوطن يمكنه أن ينهض من بين الركام وأن الحلم باق وأن القصيدة مأوى وبيت وملاذ آمن للحلم والحياة.
أما الشاعر المحتفى به – بعد أن قدم شكره للحضور والقيمين على نشاط النادي- وبعد أن عبر عن سعادته بهذه الأمسية وهذه الحفاوة فقد أتحف الحضور بقراءاته الشعرية خلال الأمسية .
ولم يكن مناصا من اختتام الأمسية من إشراك الحضور، ففتحت عريفة الأمسية  باب الأسئلة أمامهم فشاركوا بتقديم ملاحظات وأسئلة للشاعر أجاب عنها جميعا.
 
 
 
 
 
 
 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .