اشهار رواية “وزر النوايا” للكاتبة نسرين طبري في نادي حيفا الثقافي

 

 كتبت الناشطة الثقافية خلود فوراني سرية:

أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 04.07.2019 أمسية ثقافية تم فيها مناقشة وإشهار رواية ” وزر النوايا” للكاتبة نسرين طبري ابنة مدينة  الناصرة .

افتتح الأمسية مؤهلا بالحضور والمشاركين رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة. بارك إصدارات جديدة لمبدعين في الساحة الثقافية بما فيهم الفنان كميل ضو على إصداره الأخير “40 عاما من الإبداع في فن الحروفية” ثم قدم شكره للمجلس الملي الأرثوذكسي لرعايته أمسيات النادي الثقافية.

تولت عرافة الأمسية بأسلوب شاعري جميل، الشاعرة سلمى جبران. فكان لها تقديم أنيق للكاتبة وإبداعها ثم أدارت معها محاورة سلسة  حول هذا الإبداع .

كان الاستهلال مع الطالب مروان سرية الفائز بالمرتبة الأولى عن المرحلة الثانوية في المسابقة القطرية في فن الخطابة  بمشروع ” الخطيب الصغير بالعربية” . أما خطبته فكانت بعنوان ” قوة الكلمة” نجح فيها بالتأثير في الحضور فتفاعلوا مع خطبته وأدائه وحضوره، وألهب أحاسيسهم.

في باب المداخلات، قدمت د. كوثر جابر قسّوم مداخلة حول الرواية بعنوان “وزر النوايا بين الممكن والمستحيل في التخيل الأدبي” تطرقت في مداخلتها الجامعة المثرية لتقنيات الرواية، وأهمها، إغراقها  في الجو الأسطوريّ العجائبيّ؛ فالرواية لا تحيل إلى زمان أو مكان محددين، إنما تخلق الكاتبة عالمًا موازيًا للعالم الذي نعيش فيه!  تدعو الكاتبة  وبجدارة الكتّاب المحدثين، أن نعي أن الواقع ليس فقط ذلك الواقع الخارجي الذي نعيش أحداثه وحقائقه بعقولنا؛ بل هو أيضًا ذلك العالم الغامض الذي يخصّ أرواحنا وعذاباتنا. الكاتب الواقعي يهتم أيضًا بوصف أحاسيس الإنسان، وخلجاته الداخلية وعواطفه وأفكاره، والقارئ يهتم، بل هو شغوف بقراءة ما يتعلق بروحه ودواخله.

تلاها د. رياض كامل بمداخلة نقدية هامة  بعنوان ” وزر النوايا بين الواقع والفانتازيا ” جاء فيها، رغم أن “وزر النوايا” هي رواية نسرين طبري الأولى إلا أنها اختارت السير في الطريق الأصعب من حيث الموضوع والأسلوب، آثرت أن تطرح موضوعا اجتماعيا حارقا يأتي على الأخضر واليابس، وكأنها تعلن أن معالجة الفكر المتزمت ورفع مكانة المرأة يجب أن يسبق المواضيع السياسية الحارقة الأخرى، وأن تحقيق تلك الأمنيات لا يتأتّى إلا إذا تحرر فكرنا من مخلفات الماضي، ومن أفكار تنخر في العقول. الكاتبة ترى أن تحرير المرأة واتساع رقعة الثورة النسائية تحتاج إلى الرجل كي تكتمل الصورة. إذ لا يكفي أن يتحرر فكر المرأة دون أن يتحرر فكر الرجل. فقامت بمعالجة الواقع الاجتماعي وما يتعلق بصورة المرأة والغبن اللاحق بها، كموضوع واقعي حقيقي يعيشه المجتمع يوميا وأدمن عليه بشكل لا يصدق فقبله وتعايش معه كما يتعايش مع الفانتازيا.

إن الفانتازيا وسيلة توظف في الرواية الحديثة لمعالجة الواقع، وهي تقنية تفسح المجال للدخول في الخفايا، حيث لا يستطيع الكلام المباشر أن يصل، ولا تستطيع الرواية التي تتبع الأساليب التقليدية أن تصل هي الأخرى.

وأضاف، لم تختر الكاتبة الأسلوب التقليدي المألوف، وكأنها تؤمن أن عهد رواية التسلية والترفيه قد ولى زمنها، واختارت الرواية المنهكة للقارئ الذي يجب أن يتحلى بالصبر والرويّة لاستقراء ما لا نراه من القراءة الأولى.

في الختام كانت الكلمة لصاحبة الأمسية الكاتبة نسرين طبري فقدمت شكرها للحضور والمشاركين والقيّمين على نشاط النادي.

ثم حدثتنا عن تجربتها في كتابة روايتها وأضاءت لنا بعض العتمات في زواياها.

يجدر بالذكر أنه زين الأمسية معرض لوحات فنية للفنان التشكيلي سهيل طبر وقد قدم بدوره وصلة فنية موسيقية على آلة الكمان زادت الأمسية رونقا.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .