عكا – حمام الباشا بقلم:سهيل مخول – البقيعة

 

عكا مدينة قديمة جداً، تأسست على يد الكنعانيين وسموها عكو، خضعت مدينة عكا لحكم الدولة العثمانية لمدة أربعة قرون، وكانت الدّولة العثمانيّة آنذاك تحكم كل بلاد الشام، وكان مركزها إسطنبول. من معالم مدينة عكا في هذه الفترة، حمام الباشا  أو الحمام التركي الذي بناه الوالي العثماني سنة 1795 ميلادية، وهو أحمد باشا الجزار، باشا كلمة تركية وهي لقب فخر يمنح للسياسيين والعسكرين البارزين.

يقع حمام الباشا غرب مسجد الجزار  وقريب منه، الاسم حمام الباشا هو الاسم الذي كان متعارف عليه عند غالبية الناس، على باب الحمام توجد يافطة ” الحمام التركي“. وهو حمام كبير على طراز الحمامات التركية، يستمد ضوء الشمس من الزجاجات المستديرة التي في السقف. وكان هذا الحمام بالإضافة إلى وظيفته الدينية الخاصّة بتطبيق فرض الطهارة قبل الصلاة، وبالإضافة لكونه حماماً عمومياً، فقد كان بمثابة مكان للقاءات الاجتماعية، للاستراحة وللتنزّه والاحتفالات، وكان مكان مكوث الأطبّاء والحلاّقين. أضف لذلك استُخدم “مكان تدليل” لأثرياء المدينة وللتجار التي كانت تقضي وقتاً في خانات عكا العديدة. هو المكان الذي تقع فيه الأحداث، وفيه يتحادثون حول آخر الأحداث، على غرار المسلسل السوري حمام الهنا.

عند بداية ترميم الحمام التركي كانت غالبية الزجاجات مُكسرة، تم شراء زجاجات مماثلة من المصنع اليدوي للزجاج في الخليل. يتكون الحمام من غرفة استقبال، ثم غرفة لتبديل الملابس، وغرف للعلاج وفي النهاية غرفة البخار والمسطبة الساخنة أي الحمام نفسه. استمر حمام الباشا بالعمل بدون انقطاع حتى سنة 1948.

زرت الموقع قبل عدة عقود في أوائل الترميمات، وزرته يوم الثلاثاء 11 حزيران 2019 فوجدت تغيرًا جذريًا قد حصل، كان الدخول  لزيارة الحمام مجاناً، أما اليوم فاصبح مقابل دفع. لقد أضيفت مجسمات تمثل ماذا كان يحدث في كل مرحلة، وأضيفت عروض بالصورة والصوت يمكنك سماعها بواسطة جهاز خاص بإحدى اللغات التالية: العبرية، العربية، الإنچليزية، الألمانية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية، والروسية ، يُسلم الجهاز عند الدخول ويسترجع عند الخروج.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .