البقيعة التي بقيت على العهد، تحتفي بعيد الفطر شاء من شاء وابى من ابى من دوائر فرق تسد الحكومية، وفي ذات الوقت يرفض اهاليها خلال يومين من ايام هذا العيد بأرسال اولادهم الى مدارسهم، وطبعا بدعمٍ واعٍ ومشرّفٍ من لجان اولياء الامور الطلاب، الا ان كادر المعلمين ملزما بالتواجد بمدارسهم، وكذلك باقي الموظفين في مجمل مؤسسات الدولة، وعليه الفرحة بالعيد تبقى منقوصة.
وبالمناسبة وبخصوص المدارس بحوزتي وثائق كانت قد ارسلت ايضا لمجلس البقيعة المحلي في حينه، تقول، بأنه لا مانع لدى وزارة المعارف بالاحتفاء بالفطر، بحيث لا تتعدى ايام الاعياد المتعارف عليها بالدولة، بما يعني انه من الممكن جعله عيدا رسميا بخصم يوم من الايام الاربعة المقررة كعطلة رسمية بموعد زيارة مقام النبي شعيب في حطين ويوما اخر من الايام الاربعة المقررة لعيد الاضحى وتعطى لعيد الفطر. (الوثيقة المشار اليها بالموافقة على الاحتفاء بعيد الفطر رسميا وخاصة بالمدارس بالإضافة لوثيقة اخرى عن ايام الاعياد للتوضيح والافادة مدرجة مع المقالة ادناه).
ولا يفوتني ان عمال وموظفي مجلس البقيعة المحلي، كما ابلغني احد مستخدمي المجلس، بانه يسمح لهم الغياب عن دوامهم ليومين في هذا العيد، لكن يخصمان من ايام الاذن السنوي للمستخدم. فلماذا لا يتحمل المجلس الامر ويعتبره عيدا رسميا مدفوع الاجر لجميع مستخدميه، ويحذو حذو بعض المجالس التي اعلنت، على سبيل المثال، ان الاول من ايار عيدا رسميا مدفوع الاجر، كما جرى مؤخرا في قريتّي ابو سنان وكفرياسيف.
وبما ان المثل بقول الحكي بجر حكي”: فلا بأس من الاشارة الى ان قلب البقيعة الام، بدون شك، يتألم وهو يتنفس من رئتيه، واحدة في المرج وأُخرى في حي الشيكونات، ـ هذا الحي الذي لم تنفعه تغليب عليه اسم حي الجنود المسرحين، ف”بعد هياط ومياط وشفاعة من قريش” وكل كذا سنوات توزع قسائم بناء، طبعا بثمن باهظ، على الاراضي التي صادرتها الحكومات الاسرائيلية من اهالي بلدنا وهذه القسائم، لا تسمن ولا تغني عن جوع في مجال الاسكان.
لكن الاكثر اهمية في هذا الامر ان معظم الاراضي الواقعة بين هذا الحي والقرية الام خارج المسطح، وكذلك في حي المرج، الأرض الواقعة بين البلد والحي حتى انها خارج نفوذ مجلس القرية المحلي.
قد يلومني البعض اذا قلت اني اخشى، وبالتأكيد مع التمنيات بطول العمر للجميع، ان تصبح البقيعة، الام ، فارغة من السكان وان يتوقف القلب عن النبض وتصبح فقعين يهودية ليس فقط باللافتات الدالة على القرية.. ولا اريد الذهاب اكثر في هذه العُجالة.
أي نعم على الرغم ما يطرحه المرشحون لرئاسة المجلس قبل الانتخابات، وكل واحد منهم بموجب اجتهاداته، لكن تبقى العديد من المطالب والمقدرات وامكانيات تجذير الانتماء للبقيعة ونيل الحقوق بالنضال الشعبي السلمي وغير هذا من امور ملحة غير واردة في حساباتهم.
لا شك ان جميع اهالي البقيعة يريدون التطور، لكن ليس على حساب كرامة قريتهم وعاداتهم وقيمهم الانسانية واخلاقياتهم الحميدة..التي توارثوها ابًا عن جد عبر مئات السنين ومنها الاحتفاء بعيد الفطر الذي نريده ان يصبح عيدا معترفا به بالمجلس المحلي قبل غيره من المؤسسات، عيدا رسميا لجانب الاعياد المباركة والمجيدة . وكل عام
والجميع بالف خير.