بين اليأس والعزاء في الشعر العربي القديم دراسة جديدة للدكتور إياس ناصر

نشرت المجلة الأكاديمية “آرام” في عددها الثلاثين الذي صدر قيل ايام قليلة  في جامعة أوكسفورد دراسة جديدة للدكتور إياس يوسف ناصر، الباحث في الأدب العربي، بعنوان “اليأس بوصفه مصدرًا للعزاء في الشعر العربي القديم”، وذلك في مجلد ضخم يتجاوز الخمس مئة صفحة ويشتمل على عشرات الدراسات في بحث تاريخ الأدب العربي والحضارات القديمة. تتناول الدراسة المذكورة معنى اليأس ودلالته في قصائد الشعراء الذين عاشوا قبل الإسلام أو في مطلعه، وتستعرض أبعادًا جديدة لمفهوم اليأس والأمنية، إذ تبيّن المواقف المختلفة التي يكون فيها اليأس في نظر الشعراء القدماء حالة إيجابية وقرارًا أثيرًا يُستحسن اتخاذه حين لا يكون بمقدور الإنسان أن يحقق رغبته وأمنيته، وذلك بخلاف النظرة السائدة إلى اليأس في عصرنا الحديث لكونه حالة متعلقة بقطع الرجاء والحزن والوحدة.

وفي حديث لمراسلنا مع الباحث إياس ناصر قال: “كتبتُ هذه الدراسة بعد أن ألقيت محاضرة عن هذا الموضوع في مؤتمر دولي عُقد قبل عامين في دائرة الأدب العربي في جامعة أوكسفورد، وقد عكفتُ على تحليل النصوص الشعرية واستقرائها للوقوف على مفهوم اليأس في الشعر القديم. أذكر أن ما دفعني إلى كتابة هذا البحث قول الشاعر القديم الحارث بن حِلِّزَة اليَشْكُرِيّ: “وَيَئِسْتُ مِمَّا قَدْ شُغِفْتُ بِهِ / مِنْهَا وَلَا يُسْلِيكَ كَاليَأْسِ”. لقد استرعى هذا البيت انتباهي لأن الشاعر يصف علاقته بحبيبته ويعتقد أن اليأس مصدر للعزاء والسلوان والراحة بعد انقطاع هذه العلاقة. توضح هذه الدراسة العوامل المختلفة التي دفعت الشعراء إلى هذا التصور الفكري العميق”.

تجدر الإشارة إلى أن الباحث أهدى هذه الدراسة كما ورد في بدايتها إلى قدس الأب جاك كرم، كاهن دير الملاك جبرائيل في المجيدل، وأن الأستاذ الدكتور أندرس هاموري، أستاذ الأدب العربي في جامعة برنستون، قد اطلع عليها وعبّر عن إعجابه بها. هذا وقد وجه رئيس مجلة آرام في جامعة أوكسفورد الدكتور شفيق أبو زيد رسالة إلى الباحث إياس ناصر يعبر فيها عن شكره على هذه الدراسة المهمة التي أسهمت في نجاح العدد الجديد للمجلة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .