بين حين وآخر تطل علينا الصديقة الشاعرة المبدعة نسرين ايراني، فتأتينا بومضات نسرينية لا احلى ولا أجمل. ومضات خاطفة وسريعة كالبرق، ممتلئة بالإحساس والدفء الإنساني وحرارة الروح ونبض القلب، ونشم من بين سطورها عبق النسرين والورد الجوري.
فهي لا تتكلف، ولا تتصنع، ولا تتحذلق، ولا تبحث عن منبر، ولا تلهث وراء النجومية والشهرة الزائفة. فالكتابة بالنسبة لها راحة نفسية ومتعة حقيقية. ولا تكتب إلا ما يجول في صدرها ووجدانها، وينبع عن عاطفتها الجياشة ونبع إنسانيتها الفياض.
في كثير من الاحيان هي واضحة إلى أبعد حدود، وأحيانًا نجد نصها يزخر بالإيحاءات والايماءات، يعتمد الرمز الشفاف، والبعد العميق الذي لا يعرف كنهه إلا من يعرف أسرار اللغة، ويتذوق حلاوة الكلمة، ويتمتع بخيال خصب، ووعي ثقافي وأدبي، وصاحب تجربة وذوق شعري رفيع.
في ومضاتها نجدها عاشقة متبتلة في معابد العشق، تفجر براكين حواسها وانفعالاتها الجياشة الصادقة الشفافة، وتتعربش كلماتها الهادئة الناعمة الدافئة على قلب المتلقي وافكاره وتعانق عواطفه ومشاعره.
لغتها جزلة، جميلة، سلسة، جاذبة، فيها محسنات بلاغية وكنايات واستعارات، ما يضيف للنص قوة ومتانة وجزالة. وهي بارعة في اقتناص الفكرة والصور الشعرية الفنية، وشد القارء وادهاشه وامتاعه.
وفي نسرينياتها الومضية تأخذنا نسرين ايراني إلى عالم شفاف كله جمال وسحر ورقة واحساس بما جاد وجدانها، ولنصغِ إليها تقول في هذه الومضة الرائعة:
إنْ فرَّت من قلبي نبضة ما..
مؤكد سأعثر عليها بين أحضان نبضاتكَ
هو قلبكَ سيوجهها نحوه
لن يجعلها تفلت منه..
سيطاردها حتى يجعلها من إِحدى نبضاته
نسرين ايراني متمكنة من اللغة وقواعدها، نحوها وصرفها، وما يميزها الصدق التعبيري والشفافية اللامتناهية، والقدرة على البوح والتعبير، والكتابة بلغة حية حسية سليمة خالية من الأخطاء الاملائية واللغوية.
إنها باختصار كتلة من المشاعر والاحاسيس النابضة، ويراع سيال لا ينضب، وكلماتها تتسلل إلى أعماقنا ودواخلنا وملامسة شغاف القلب دون عناء، ودون جواز مرور.
فإليكِ صديقتي العريقة واختي الرائعة وشاعرتنا المخضرمة نسرين ايراني، التي ولجت عالم الإبداع منذ مرحلة دراستها الاولى، باقات محبة وتمنياتي لك بدوام العطاء والبوح الجميل..