الوقفة الأولى… مع المشهد.
في وقفات سابقة، قبل أيام، تناولت المشهد الانتخابيّ العربيّ بشكل عام، وأشرت إلى أنّي في صدد تناوله عربيّا درزيّا. المشهدان مرتبطان عضويّا اللهم إلا إذا كان هنالك منّا من “قرأ الفاتحة” على سلامة بيتنا الوطنيّ. ويبدو أن الكثيرين ومن كلّ الشرائح فعلوا ذلك، غير مدركين أن ترك البيت من ناحية أو التنازل أو إهمال حجر فيه، وبكلمات أخرى عضو في الجسم حتّى لو كان مصابا سيجرّ حتما تنازلا وإهمالا لغيره من الأعضاء وقد بدأنا نرى هذا كذلك حيال أعضاء أخرى. ومن نافل القول؛ إنّ الجسم (البيت) الناقص أبدا ليس كالكامل!
ربّ سائل؛ ما النفع من تناول هكذا موضوع؟
أو آخر؛ ما النفع من نشر الغسيل الوسخ؟!
تناولت هذا المشهد وما يقاربه في كلّ انتخابات وبدونها، وها أنا أفعل مجدّدا ضاربا خميرتي إيمانا منّي أنها ستلصق يوما حين تزول عن ومن الرؤوس المواد المزحلِقة المتراكمة، وحتما ستزول إلّا إنّا بحاجة لبعض قطران لإزالتها، لأنّي أريد الكمال لبيتنا الوطني ودون ذلك سيظلّ بيتنا الوطنيّ مشوّها ضعيفا.
الوقفة الثانية… مع الأرقام.
العدد الكلّي للمصوّتين الدروز هو؛ 78700 صوت. شارك في التصويت منهم؛ 51700 مصوّت أي %65.7 (هذه النسبة طبعا بسبب وجود مرشّحين تقريبا من كل بلد، 13 مرشحا، وعلى سبيل المثال في ساجور وبغياب مرشح منها وصلت النسبة فقط %49). نالت منها الأحزاب العربيّة مع “حبّة مسك” ما لا يتعدّى ال-2700 صوت، أخفض عدد ونسبة منذ انتخابات 1988م. وما دمنا في الأرقام فتكون الأحزاب الصهيونيّة نالت قرابة ال-49000 صوت ممّا يعني أنها نالت بين بقيّة العرب ما يقارب ال-80000 صوت. الأرقام مأخوذة من دائرة الإحصاء المركزيّة ولجنة الانتخابات المركزيّة للانتخابات البرلمانيّة 2019 (بالتقريب لمنزلة المئة). ربّ متسائل؛ وكيف تتمّ عمليّة الفرز هذه وقرانا في غالبيّتها مختلطة؟ هذا صحيح! ولكن المهمّة وإن كانت صعبة ولكنها قابلة للحل وبدقّة عالية.
الوقفة الثالثة… مع قانون القوميّة والنتائج.
أين ذهب كلّ الضجيج حول قانون القوميّة بين الدروز؟! لا بل أين ذهبت هرولة بعض القوى الوطنيّة للمشاركة في مظاهرة الضجيج “التكفائي” في تل أبيب؟! أين ذهبت تصريحات جهابذة العمل الوطني قبيل الانتخابات حول أنّ الساحة المعروفيّة ستشهد اختراقا؟!
القرى الدرزيّة الصرف وتلك الفوق %95 من سكانها دروز نسبتها من أصحاب جقّ الاقتراع الدروز الكلّي %62 (يعني لم تؤخذ في الحسبان هنا القرى المختلطة بأقل من %95 ويستطيع المُهتم أن يستنتج بالمقارنة)، حصلت فيها الأحزاب الصهيونيّة على؛ الليكود 4580 صوتا (بزيادة قرابة ال-%100 عن الانتخابات السابقة). ليبرمان 2740 صوتا (إضافة في شفاعمرو 1797صوتا). كحلون 2810 صوتا. جانس (الأزرق والأبيض) 11130 صوتا. شاس 1190 صوتا. ميرتس 5560 صوتا. ولم يترك الدروز مكانا للومة لائم من أي من الأحزاب الأخرى فكلّ نال حصّته حتّى اليمين الجديد (بينت) واتحاد اليمين (سموطريتش). وبالمناسبة كنت كتبت قبل الانتخابات؛ أنّ الوضع بين الدروز لا يبشّر بخير!
فأي قوميّة وأي بلوط وأي اختراق؟!
سُئلت في تقرير صحفيّ لصحيفة هآرتس (جاكي خوري)؛ هل ترشّحُ مرشّحين دروز على لوائح هذا الكم من الأحزاب الصهيونيّة هو لعبة سياسيّة أملا في نوال الحقوق؟ كانت إجابتي بالسلب قاطعة وما زالت، فهذا دليل ومؤشّر ضياع وفقدان أفق اجتماعيّا ووطنيّا!
كثيرا قبل أن تدخل الكلمة “الإيدشيّة “געוולד” قاموسنا السياسي، وأمثالنا يصرُخ وقلمه يدمع مستنجدا برديفتها في العربيّة العاميّة “جاي يا غلمان جاي”، فصًمّت آذان الأحزاب العربيّة وقواها الوطنيّة العربيّة الدرزيّة عن السمع وعميت العيون منها عن القراءة، لا بل أكثر شُوّهت الصرخات وأصعب وحُوّرت الكلمات وأكثر، وكان البديل “إسهال” مزمن في البيانات المصوّرة عن خُطب ناريّة و-“وقعات” نضاليّة وكفاحيّة غدت منها وأمامها يرموك ابن الوليد وقادسيّة ابن الوقّاص تغضّ الطرف استحياء وخجلا!
الوقفة الرابعة… مع وضع بعض النقاط على الحروف، خلفيّةً.
* الخلفيّة في هذه الوقفة تناولتها بدراسة مُفصّلة في كتابي؛ “بين يهوديّتهم وطوائفيّتنا وتحدّيات البقاء”. الصادر عام 2012م.
أقصى ما أتمناه في هذه الوقفة أن لا “يُبْحش على قبور جدودي” وقد لاقوا ما يكفيهم ويزيد من “كثرة غلبتي”، لدرجة استصرختني رفاتهم؛ أن كُفّ! خصوصا وأننا في عصر موات الشافعي وفولتير كما كنت أشرت في الوقفات السابقة مع المشهد الانتخابي، ولكني أنوي وبعد أن استأذنت رفاة أجدادي، هذه المرّة أن أطرح الأمور “بالمشبْرح” قدر الإمكان، طارحها قائلا قولي مستغفرا الله لي ولأجدادي ولكم!
لعلّ في عودة ما إلى الوراء تعزيزا لما أنا في صدده تدلّ، فالعمل العربي الوطني بين الدروز وبعد مخطّط الفصل عام 1956م شهد نقلة نوعيّة بعد انتخابات عام 1969م ونتائجها غير المتوقّعة بين الدروز، بلغ أوجا في العقد الذي تلا بعد انطلاق طيّبي الذكر الشيخ فرهود قاسم فرهود والشاعر سميح القاسم وعاصم الخطيب بلجنة المبادرة، ودعم القوّة الوطنيّة العربيّة الفاعلة حينها الحزب الشيوعيّ كمؤسّسة (وهذا المهمّ) وليس فقط بانتساب أفراده الدروز لها. هذا التصاعد شهد مراوحة في المكان مع تقدّم قليل في العقد الذي تلا خصوصا بعد أن استقال الشيخ فرهود من رئاسة اللجنة عام 1981م. عام 1992م تحديدا، شهد العمل الوطنيّ مع وبين الدروز وعلى خلفيّة تشكيل قائمة الجبهة حينها، نكسة رافقته طوال التسعينات وبرزت آثاره السلبيّة في الموقف إبّان هبّة القدس والأقصى.
ومع هذا فأواخر هذا العقد، الأخير في القرن العشرين، والعقد الذي تلا شهدت الساحة الدرزيّة عملا وطنيّا جديّا في مركزه انطلاق مشروع التواصل، وتزامن هذا مع استفحال سياسة التمييز والاستهتار المؤسّساتية ضد الدروز. برزت آثاره الإيجابيّة وطنيّا في أبحاث مؤتمر هرتسليا للشؤون الاستراتيجيّة شباط 2008م (أنظر؛ الصحافي وديع عواودة- حديث الناس)، والقسم المتعدّد الثقافات في جامعة حيفا من نفس العام (أنظر؛ أ. د. ماجد الحاج ود. نهاد علي).
الآثار الإيجابيّة الوطنيّة هذه وتعامل الأحزاب العربيّة (الجبهة والتجمّع) معها إيجابا حينها، أتت أُكُلها بدءا من انتخابات 1999م لصالح التجمّع (وقبل زيارات سوريّة) وفي الانتخابات التي تلت (ثلاث) حتّى العام 2009م.
الوقفة الخامسة… مع النقاط والحروف والجبهة.
الجبهة؛ على مدى هذا العقد تركت العمل كمؤسّسة بين الدروز لأعضائها الدروز ممثّلين في “لجنة المبادرة الدرزيّة” والتي قضت سكرتيريّتها وبعض كوادرها العقد هذا وعلى الأقل نصف الذي بعده وفي عزّ محاكمات التواصل، وما من عدوّ لها إلا “الحركة الوطنيّة للتواصل”، وفي حوزتنا عشرات الوثائق الخطيّة حول هذا، وراحت وما زالت تغازل “القيادات” التقليديّة.
قُبيل انتخابات العام 2013م ورغم ما قيل، أنا على المستوى الشخصيّ ومن موقعي كعضو كنيست قبيل الانتخابات هذه، أصدرت بيان دعم للجبهة. وبعد ترشّح د. عبد الله أبو معروف على لائحة الجبهة، بادرت الحركة الوطنيّة للتواصل إلى الدعوة للتصويت للجبهة لا بل عقدت للدكتور الحلقات البيتيّة في بعض الأماكن.
كوادر الحركة الوطنيّة للتواصل دعمت الجبهة والدكتور أبو معروف في انتخابات ال-2015م كذلك، وبعد نجاحه وفي لقاء عمل موثّق في بيته مع رئاسة لجنة التواصل، كلّفته اللجنة أن يعيد طرح موضوع التواصل على الكنيست من حيث كان الكاتب وصل فيه إذ كان حقّق قرارا إجماعيّا حول حقّ الدروز في التواصل أجهضته القيادة الدينيّة الدرزيّة بالتنسيق مع المخابرات. وفعلا أخرج د. عبد الله أبو معروف القرار من إرشيف الكنيست ووعد بمتابعته، ولكن لا هو طرح الموضوع ولا المشتركة فعلت رغم المراجعات الكثيرة، والأسباب ومَن وراءها معروفة لدى الحركة الوطنيّة ومن مصادر أولى!!!
الاحتياط الوطنيّ في القرى الدرزيّة هو في الشيوعيّين- المبادرة الدرزيّة، والحركة الوطنيّة للتواصل (لجنة التواصل وميثاق المعروفيّين)، هذه حقيقة تاريخيّة، وطبعا هنالك آخرون من أكاديميّين وكتّاب وشعراء وغيرهم مستقلّون لا في هذه الحركة ولا تلك. على المستوى المحلّي وللمثال يتركّز هذا الاحتياط في بيت جن في حركة أبناء الزابود وهذا مثبت تاريخيّا جبهويّا وتجمّعيا قطريّا ومحليّا في انتخابات المجلس.
فكيف يصحّ أنّ يكون ألدّ خصوم هذا الاحتياط الوطنيّ “التواصليّ والزابوديّ” من يجب أن يكونوا على الأقل في نفس المتراس معهم؛ “قيادة لجنة المبادرة الدرزيّة” قطريّا ومحليّا، ووسط صمت مطْبق من الجبهة؟!
ولا يدّعينَّ أحد أن الأسباب نابعة من خلافات شخصيّة بين هذا وذاك، وحتّى لو وُجدت فالعمل الوطني ليس مرهونا لمثل هكذا خلافات، والادعاء السابق هذا هروب من تحمّل المسؤوليّات بأضعف الإيمان. حين توجّه المرشّح الأخ جابر عساقلة للحركة الوطنيّة للتواصل وأبناء الزابود، ورغم ما سبق، استقبلوه برحابة صدر في لقاء مطوّل إيجابيّ في مقرّ الحركة في بيت جن، أصلح بعض ما كان عطب.
أفبعد كلّ هذا يُستغرب كيف حصلت الجبهة بالكاد على ما لا يزيد عن 2500 صوت بين الدروز؟!
الجبهة في خارطتنا السياسيّة العربيّة هي القوّة التي تستأهل كل خير هذا كان رأيي واستنتاجي وما زال بعد تجربتي الطويلة، وعلى الأقل لأنها البيت الذي يجمع كل أطياف شعبنا، ومن هذا المنطلق ورغم كلّ شيء ممّا سقته أعلاه من تصرّف “رُسلها” صوّتُ لها في الانتخابات الأخيرة وأكثر.
لست في موقع إسداء النصح وبتاتا ليس من هذا الباب أطرح ما أطرح فأنا أومن بالحديث الشريف؛ “رحم الله امرأ…”، فأرى إن على الجبهة، إذا كانت تريد عملا وطنيّا بين الدروز، أن تعمل على تسليم اللواء لكادرها الشبابيّ وليس مهمّا تحت أي إطار ولكن أن يكون العمل على مستوى الجبهة كمؤسّسة أولا وهم “قدها وقدود”، وما كانوا حُيّدوا عنوة إلا خوفا على مراكز مُتخيّلة ل-“حرس قديم” استنفذ طاقاته والميدان أكبر شاهد.
عندها أقولها وبالصوت العالي أن طريق الوحدة للقوى الوطنيّة الدرزيّة ستكون أقصر من قصيرة وسيكون هؤلاء الشباب في طليعتها، فالثلم الأعوج عادة من الثور الكبير!
الوقفة السادسة… مع النقاط والحروف والتجمّع.
التجمّع دخل الساحة الدرزيّة بقوة في انتخابات عام 1999م بتحالفه مع حركة الوحدويّين الوطنيّين القطريّة والتي كان مرشّحها الكاتب، وخاض الانتخابات في قائمة “التجمّع الوحدوي الوطني” انضمّ لها لاحقا د. الطيبي. وحصل التجمّع في هذه الانتخابات على كم ملموس من الأصوات (وهذا قبل زيارات سوريّة). مشروع التواصل لاحقا لا شكّ عزّز من مكانة الحزب في القرى الدرزيّة، ولعلّ في نتائج انتخابات ال-2006 وال-2009 البيّنة، إذ حصل على آلاف الأصوات.
دون الدخول الآن في الأسباب والدوافع، فتحت قيادة التجمّع على الحركة الوطنيّة للتواصل ومؤسّسها، الكاتب، معركة شعواء بعيد انتخابات ال-2009 والتي كان حصل التجمع فيها على قرابة ال-5000 صوت بين الدروز. فضربت وحدة الحركة وشقّتها وتبنّت المنشقّين معنويا وماديّا ولكن “ربيعهم العربي” معا، قصُر وراح عرّابو الانشقاق إلى بيوتهم وأماكن أخرى وراح معهم المنشقون إلى حيث…، ويبدو إن التجمّع تنازل كليّا عن العمل بين الدروز، وها التجمع يحصل في هذه الانتخابات؛ في بيت جن على (9) أصوات، ويركا (7) أصوات، والبقيعة (21)، وجولس (5) وعسفيا 232 صوتا… إن لم تخنّي الذاكرة كان التجمع في انتخابات ال-2009 حصل في عسفيا على ما يقارب ال-500 صوت!
لا أرى ولم أرَ يوما في حركة وطنيّة عدوّا ولا في التجمّع، وبغضّ النظر، الفكر القوميّ المتنوّر إذا كان فعلا هذا البوصلة فله بين الدّروز ورغم كلّ شيء مكانة فهو جزء من تراثهم كعرب، وربّما تتُاح أمام التجمّع فرصة للتكفير بعد أن خلت ساحته من هؤلاء (الشاقّين) وأولئك (المنشقّين)، ولا ضير في ذلك. ولا يذهبَنّ أحد بعيدا فأنا شخصيّا لا أحنّ!
الوقفة السابعة… مع النقاط والحروف والموحّدةً.
أليس الدروز وطبقا لفتوى الأزهر الشريف مسلمون موحّدون؟! أليس الاسم الرّسمي للدروز في سوريا ولبنان والأردن؛ الموحّدون المسلمون؟!
الوقفة الثامنة… مع بعض خلاصات.
القيادات المواليّة الدرزيّة اليوم الدينيّة والسياسيّة وطبقا لجيلها، هي نتاج مدرسة “حلف الدم” من ستينات وسبعينات القرن الماضي ولا أمل فيها وهي تنسّق كلّ خطواتها مع المؤسّسة والأسوء في أذرعها، والانتخابات القطريّة والمحليّة ترشّحا وتصويتا البيّنة. الأمل هو في؛
أولا: القوى الوطنيّة الدرزيّة المؤطّرة وعليها تسليم اللواء حالا لجيل الشباب لا تحييدهم، ولتبق لهم ظهيرا بتجاربها ولا يخفنّ أحد على مكانته فإن لم يكفِه تاريخه فلن يكفيه شيء. وحدة هذه القوى هي الطريق، وأنا أجزم أن الطريق ستكون قصيرة أكثر ممّا نتخيّل، فالشباب خلو من كلّ عُقد الماضي المصطنعة منها والمرَضيّة.
من نافل القول؛ أن الوحدة تؤتي بالهيبة تجاه النفس والحلفاء، والخصوم والأعداء، وبديلها ال-“لا في العير ولا في النفير” كما اليوم، مع بعض تفاوت بين الشخوص والحركات الفاعلة.
ثانيا: الوطنيّين؛ الأكاديميّين، الكتّاب والشعراء، العمال والموظّفين، “القاعدين على جنب” أو المُكْتفين بالأقوال شفهيّا أو كتابيّا، فيهم أمل حين ينزلون من صوامعهم إلى الميدان احتراما للدور التاريخي المُتوخّى منهم والمُناط بهم.
ثالثا: الأحزاب العربيّة حين تضع العمل بين الدروز كجسم كمؤسّسة وكنهج دائم وليس موسميّا، وليس طريقة وكلاء ولا رُسل بحكم الانتماء الثانويّ، ستجد تربة خصبة انتماء واحتجاجا. وعلى الأقل، فليكلّف “استراتيجيّوها” أنفسهم دراسة نتائج أبحاث مؤتمر هرتسليّا وجامعة حيفا، ففيها أكثر من بوصلة، اللهم إلا إذا قرّروا أن لا طائل من العمل بين الدروز، وحينها يكونوا فشلوا ويكونوا أبعد ما يكون عن الاستنتاجات المترتّبة على نتائج الانتخابات، وحالهم كمن “كسر عصاته من أو غزواته” بعد الهزيمة، نعم الهزيمة، الأخيرة، ولا يحاولَنّ أحد التبرير فالتبرير ألدّ أعداء الإصلاح. نتائج جولات كثيرة من الانتخابات أثبتت وتثبت أن قطاعات واسعة من الدروز ليست غريبة عن الأحزاب العربيّة، ولكن الأحزاب وللأسف غرّبتها.
أخيرا: هؤلاء كلّهم إن لم يضع كلّ منهم الحدّ في “مارسِه” ويردّه عن “مارِس” الآخر، ويدلو كلّ بدلوه دون تردّد لنشل الماء النقيّ الكثير في آبار شعبنا، فعلى أنفسنا سنجني كما “على نفسها جنت براقش”، مع احترام المقامات!
بيتنا الوطنيّ وكماله وصيانته هي رأس مالنا الأبقى، وسيبقى مشوّها طائفيّا وحمائليّا وعشائريّا وما يترتّب على ذلك من آفات اجتماعيّة إن لم يشمل كلّ أبنائه، وأنتم يا من تتبوّؤون المواقع القياديّة اليوم أنتم المسؤولون ونحن معكم ووراءكم.
ومرّة أخرى؛ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ودون أن أنسى رُفاة أجدادي!
سعيد نفّاع
13 نيسان 2019