كتب : شاكر فريد حسن
صدر حديثًا عن دار ” نون للأفلام والنشر ” ووزارة الثقافة الفلسطينية ، وبتقديم وزير الثقافة د. ايهاب بسيسو ، كتاب ” ميلاد الكلمات ” للكاتبة والباحثة والاعلامية الفلسطينية امتياز دياب . جاء الكتاب في 222 صفحة من الحجم الكبير ، واشتمل على 17 فصلًا ، ويتضمن الرسائل المتبادلة بين شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش وعائلته واصدقائه من الشعراء والكتاب والمثقفين الفلسطينيين الذين جمعته به وشائج صداقة عميقة ومتينة ، مع ملحق لهذه الرسائل بخط يده ، فضلًا عن موضوعات أخرى .
وقسمت دياب كتابها إلى مقدمة عن حكاية الاوراق التي تفوح منها رائحة الرطوبة ، وبقيت في ادراج المحامي محمد ميعاري أكثر من خمسين عامًا ، ثم فصول تنقل نصوص رسائل متعددة المصادر إلى درويش ، ورسائل قليلة منه إلى آخرين ، ثم جولة في مطبخه الشعري تشمل تصفح دفاتره ، وخاصة دفتر ” معسياهو ” ، وفيه قصائد كان كتبها في سجنه الأول في الرملة سنة 1965، وتحت عنوان ” السجن الأول ” يخط درويش عبارة تختصر الكثير وهي ” سجني الاول قاسٍ مثل حبي الأول ” .
وفي الكتاب رسائل الشهيد غسان كنفاني وهو يحث درويش على ارسال أحدث قصائده ، وكذلك رسائل من اصدقائه راشد حسين وسميح القاسم وتوفيق فياض وسواهم وهو في المعتقل .
وفي نهاية الكتاب تسجل دياب الكثير من التفاصيل استقتها من لقاءاتها مع عدد من اصدقاء وزملاء درويش على مقاعد الدراسة ممن بقوا على قيد الحياة وتستعيد ملامحه من ذكرياتهم عنه ، حيث تلتقي محمد ميعاري وصبري جريس وحنا ابو حنا وحنا براهيم وفتحي فوراني وحسن امون واحمد علي طه .
والكتاب يجمع ما بين ادب الرسائل واليوميات والشهادات عن الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل الحاضر محمود درويش ، وهو ذو اهمية بالغة ، وفريد من نوعه ، وله نكهته الفلسطينية المميزة المحببة ، ويستحق الاهتمام والقراءة والمراجعة . فللكاتبة الاعلامية امتياز دياب كل الشكر والتقدير على مجهودها في التوثيق والتسجيل والتقديم .
…