هدايا في خواطر تلاحقني.. وفاء زبيدات

انا من القلائل ممن يتلقون الهدايا ربما لأني لا استحق، او اني اخاف من تلقيهن كي لا اكون داخل مشهد (من يباع ومن يشترى بزجاجة عطر)، لا اعرف، ولكن هذه عقدة الخوف من اي هدية اصبحت في حياتي كمرض مزمن، حتى وان تلقيت من العمل او عن طريق الخطأ هدية، كنت اتبرع بها في طريقي الى البيت وان كانت دفتر يوميات… انا ببساطة اريد ان اتكلم عن الهدايا القليلة التي تلقيتها في حياتي، وكمية النفاق والكذب التي كانت تحتوي داخلها .. خلال الترميمات نجد تلك الصناديق المنسية ربما هدية العطر الرجالي (رغم اني امرأة)، او طقوم الفناجين والشراشف والكتب المكدسة  والكثير من الاكياس التي تحتوي ذكريات غريبة.. وجدت نفسي اشتمهن الى ان طلبتُ من ابنتي ان تفتح جميع النوافذ، فقد كان يفوح من داخلهن رائحة الكراهية والموت… هذه هي الذكريات التي نحتفظ بها رغما عنا .. تلقائيا هرعت إلى اول حاوية نفاية، كي افرغ مكان تلك الصناديق، كي اضع مكانها ما هو اجمل وانقى من اي هدية ثمينة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .