كتب: شاكر فريد حسن
كانت مؤسسة ” أنصار الضاد ” في أم الفحم بإدارة الباحث محمد عدنان جبارين، أصدرت للكاتبة والشاعرة والباحثة النصراوية المعروفة ايمان مصاروة دراسة هامة عن ” أدب السجون في فلسطين ” – الشعر والنثر، بجزئين. وهي دراسة أدبية شاملة تلقي الضوء على أدب السجون
بمنهجية أدبية وتاريخية هي الأشمل بموضوعها وموضوعيتها، عبر دراسة للخصائص المميزة لهذا الأدب، والعوامل التي ساهمت في خصوصيته الفنية.
واعترف أنني فوجئت بالبحث غير المسبوق، بالعرض والاستنتاجات والاعتماد على الحقائق الموضوعية والمراجع العديدة، ما يجعله مرجعًا عامًا لا غنى عنه في دراسة الأدب الاعتقالي.
وكما كتبت ايمان مصاروة في الاستهلال أن أدب السجون هو ذلك الأدب الانساني الذي ولد في رحم المعاناة والقهر في غياهب السجون وخلف البوابات السوداء، وفي الأدب الفلسطيني الذي ترعرع ونما تحت الاحتلال الاسرائيلي، وهناك عدد كبير من الكتابات الشعرية والنثرية والصور القلمية، التي تروي تجربة الأسر والاعتقال السياسي.
وتتناول مصاروة في كتابيها مفهوم أدب السجون، وتتوقف عند تاريخ هذا الأدب منذ العصر الجاهلي، وتذكر أهم الشعراء والأدباء الذين وقعوا في الأسر في العصر الجاهلي والأموي والعباسي والأندلسي.
وتتحدث بعد ذلك عن تجربة الاعتقال والتعذيب الذي يتعرض له السجين، وعن مراحل تشكل أدب المعتقلات في فلسطين، وعن معاناة الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات وزنازين الاحتلال،، وعن تطور الابداع لدى المعتقلين وتعدد أنواعه، وتتطرق لأهم كتب واصدارات الأسرى الفلسطينيين.
وغني عن القول أن دراسة ايمان مصاروة عن أدب الاعتقال في فلسطين- في الشعر والنثر – هي دراسة بحثية ومنجز هام يتميز بالجدية والشمولية، وجديرة بالقراءة والاهتمام.
وبدوري أحيي الصديقة الشاعرة والباحثة المميزة ايمان مصاروة، واثمن عاليًا جهودها في مجالي الشعر والبحث، أقول لها الف عافية على ابحاثها وسعيها الدؤوب في تقديم ما هو هادف وجاد ومميز للمشهد الثقافي، وللحياة الأدبية والمكتبة الفلسطينية والعربية. ودمت يا ايمان مبدعة متألقة تحظى بالتقدير والاحترام لدى الاوساط الثقافية والأدبية في الوطن والخارج.