لماذا لا ينتشر أدبنا ولا يشتهر شعراؤنا ..!! بقلم: شاكر فريد حسن

 

ثمة سؤال مطروح: لماذا لا ينتشر أدبنا المحلي ويشتهر شعراؤنا، ويأخذون ما يستحقون من الرعاية والاهتمام، هل هو تواجدنا تحت الاحتلال، ولا دولة تهتم بنا كشعراء- كما تقول مقبولة عبد الحليم- واذا سلمنا بهذا الطرح جدلاً، فلماذا انتشرا اذًا الشعر والأدب الفلسطيني، وتعديا الحدود واجتازا الفواصل، في مرحلة حالكة في تاريخنا الفلسطيني، هي مرحلة الحكم العسكري، وكانت حينها المنابر قليلة، ولم يكن سوى صحافة وأدبيات الحزب الشيوعي، في حين أن الحال اليوم مختلف، حيث شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، التي لا تعد ولا تحصى، فضلًا عن الصحف العربية المنتشرة في العالم العربي!!.

في هاتيك الأيام اخترق أدبنا الأسوار والفضاء وتحدى الحصار والخنق والطوق الثقافي السلطوي، ووصل الى الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي، فرددت قصائد وأشعار محمود درويش وسميح القاسم وراشد حسين وتوفيق زياد وحنا أبو حنا وسالم جبران وغيرهم من أقطاب وأعلام الشعر والأدب الفلسطيني، ومن القصائد التي اشتهرت وانتشرت قصيدة ” سجل أنا عربي ” للراحل محمود درويش التي حفظتها عن ظهر قلب الجماهير العربية من المحيط وحتى الخليج، ما جعل درويش اطلاق صرخته المعروفة ” انقذونا من هذا الحب القاسي “.

حتى أن الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني احتفى بأدبنا وأصدر كتابه الشهير عن أدب المقاومة الفلسطيني.

باعتقادي المتواضع أن عوامل متعددة ومختلفة وأكثرها ذاتية، لعدم انتشار أدبنا وشهرة شعراؤنا على نطاق واسع في زماننا الراهن، ومنها غياب القيم الثقافية والأخلاقية، والمستوى الشعري للقصيدة، والتركيز على الذات، والابتعاد عن المنبرية وهموم الناس وقضايا الشارع ونبض الجماهير، عدا النرجسية والتقديس والدجل والزيف الثقافي والتنافس السلبي بين أصحاب القلم، ومظاهر الغيرة والحسد، وما يجري وراء الكواليس من أحاديث نميمة وتشهير بالآخر، بالإضافة الى الشللية والانقسامات والصراعات بين الروابط والمنديات والاتحادات الأدبية، وايضًا عزوف الناس عن القراءة، وعدم اهتمام الجيل الشبابي بالشعر والقصيدة بشكل خاص والأدب عامة، والاحباط الأدبي والثقافي السائد نتيجة القرف من المظاهر الأدبية السلبية المدمرة السائدة.

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .