كانت مدينة حاصور العريقة، عامرة منذ الألف الثالث قبل الميلاد حتى القرن الثاني ق.م. وبعدها اندثرت واختفت. اعيد التفتيش عنها في أوخر القرن التاسع عشر بعد الميلاد أي أنها كانت مَخفيَّة ما يقارب ألفين سنة.
يقع تل حاصور إلى الشمال الشرقي من مدينة صفد، وجنوب بحيرة الحولة قبل تجفيفها. يعود تاريخ مدينة حاصور الى سنة 2700 ق.م، وبلغت قمة اتساعها سنة 1700 ق.م. حيث وصل عدد سكانها ما يقارب 40 الف نسمة.
في الفترة العثمانية والإنتداب البريطاني عرف مكانها باسم “تل القدح” أو “تل الوقاص” وهو تل حاصور (بالعبرية: תל חצור) زرت هذا التل الأثري مؤخراً وشاهدت المعالم العمرانية التي أكتشفت وهي تشهد على عراقتها وعلى حضارات الشعوب القديمة، كما وزرت المتحف الذي يشمل قسم من الاثار التي تم اكتشافها في عمليات التنقيب.
في موقع تل حاصور الأثري كانت، مدينة حاصور الكنعانية وكانت عاصمة مملكة الكنعانيين في شمال فلسطين. لقد ورد ذكرها في النصوص المصرية ، في القرن التاسع عشر ق.م. ، كما ورد ذكرها في وثائق العمارنة من القرن الرابع عشر ق.م.، وذُكر هنا أن ملكها حاصور، تابع لملك مصر، وكانت من المدن التي اجتاحها الفرعون المصري سيتي الأول (1307-1291 ق.م.)، كما ورد ذكرها في وثائق ماري العائدة لمنتصف القرن الثامن عشر ق.م (مملكة ماري إحدى ممالك الحضارات السورية القديمة والتي ازدهرت في الألف الثالث قبل الميلاد )، من بين المدن التي أُرسل إليها القصدير من ماري. وأخيراً ورد ذكرها في التوراة ضمن المدن التي دمرها وأحرقها يوشع “ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ، لأَنَّ حَاصُورَ كَانَتْ قَبْلاً رَأْسَ جَمِيعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ. وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ، وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ، وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ” (يشوع 11) . وكانت من معاقل الهكسوس في القرن السابع عشر ق.م. احتلها الآشوريون من سنة 727 ق.م حتى سنة 647 ق.م، وهاجمها نبوخذ نصر الكلداني في أوائل القرن السادس قبل الميلاد وبقيت عامرة حتى القرن الثاني قبل الميلاد.
تقدر مساحة المدينة حاصور ب 820 دونم وتقسم الى قسمين القسم العلوي مساحته 120 دونم أما القسم السفلي 700 دونم، منذ سنة 1875، اجريت أول عملية تنقيب في تل القدح سنة 1928 من قبل جامعة ليفربول ، ثم تلتها عمليات تنقيب اضافية على فترات مختلفة آخرها كان سنة 2014 . عثر على خمسة معابد أكبرها المعبد الكنعاني. وجد في التل الأثري الكثير من الأثار الكنعانية والفرعونية والاسرائيلية، خلال 30 عامًا من أعمال الحفر في منطقة تل حتصور عثر على 18 تمثالًا فرعونيًا، في 9 تموز سنة 2013 عثر علماء الآثار على أجزاء من تمثال صغي لأبو الهول في الموقع. كما وأن الحفريات تثبت بأن مدينة حاصور قد أحرقت في الفترة البرونزية المتأخرة، وجدت جرار(جمع جَرَّةُ) وباخلها بذور محاصيل زراعية محروقة تعود لسنة 1400 ق.م ، كما ووجدت تماثيل كنعانية وفرعونية قد حطمت رؤوسها في نفس الفترة كما يعزز الرواية الموجودة في سفر يشوع.