وُلِدَ الرِفقُ يَومَ مَولِدِ عيسى *** وَالمُروءاتُ وَالهُدى وَالحَياءُ
وَاِزدَهى الكَونُ بِالوَليدِ وَضاءَت *** بِسَناهُ مِنَ الثَرى الأَرجاءُ
وَسَرَت آيَةُ المَسيحِ كَما يَسـ *** ـري مِنَ الفَجرِ في الوُجودِ الضِياءُ
تَملَأُ الأَرضَ وَالعَوالِمَ نورًا *** فَالثَرى مائِجٌ بَهًا وَضّاءُ
لا وَعيدٌ لا صَولَةٌ لا اِنتِقامُ *** لا حُسامٌ لا غَزوَةٌ لا دِماءُ
بهذه الكلمات وصف الشاعر الكبير، أمير الشعراء أحمد شوقي، مولد السيد المسيح، وهي من قصيدة ” كبار الحوادث في وادي النيل” كلماتها تتفق وشخص السيد المسيح، الذي كان يجول في البلاد، يصنع خيرا، يشفي المرضي، ويقيم الموتي، ويبرئ الأسقام، وينادي بالتحرر من نير العبودية والخطيئة.
وكان السيد المسيح كلمة الله ، التي ألقاها إلى مريم وروح منه، عندما بشرها الملاك قائلاً “لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ” (لوقا 1).
وجاء في القرآن الكريم عن نفس الموضوع ما يلي : “إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ” (آل عمران 45) ولهذا قال الشاعر عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحية “الحسين شهيدا ” قال ما يلي “عيسي ما كان سوى كلمة، أضاء الدنيا بالكلمات، وعَلمها للصيادين فساروا يهدون العالم، الكلمة زلزلت الظالم، الكلمة حصن الحرية وإن الكلمة مسئولية”
وقيل في ليلة الميلاد تُزهر الأرض، ليلة الميلاد، ينبت الحُبُ، ليلة الميلاد تدفن الحرب…” هذه كلمات تردد في فترة الميلاد،نحن نعلم بأن أفعالها لا تحدث بمفردها، علينا تذويتها والعمل من أجل حدوثها. عند مولد يسوع المسيح في مغارة بيت لحم أنشدت الملائكة ” المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة” ولكي يحدث السلام والمسرة علينا أن نحب بعضنا ونعمل من أجل ذلك.
نشاهد بأن العيد تحول الى كرنيفال وتسوق واحتفالات، ونسينا صاحب العيد طفل المغارة المولود الجديد، نرجو أن يدخل نور الطفل يسوع وجدانَ وكيانَ كل واحد منا، وأن يتجلى وسط عائلاتنا وفي مجتمعاتنا. نرجو أن يسطع نوره على جميع بني البشر
رافقكم سلام وفرح الميلاد المجيد كل يوم من أيام العام الجديد