كان قد ظهر في غمرة وأوج انتشار وازدهار الأغنية السياسية الوطنية الملتزمة في ثمانينات القرن الماضي، إلى جانب مارسيل خليفة وأحمد قعبور وخالد الهبر وسميح شقير ومصطفى الكرد، صوت غنائي فلسطيني ثوري دغدغ المشاعر ولامس القلوب والأرواح، بكلماته وألحانه وصوته الشجي، هو الفنان جورج قرمز .
فقد انتشرت أغانيه بين الأوساط الشعبية الفلسطينية ورددتها الجماهير في معارك وخنادق الكفاح والنضال والثورة، وكنا نتحلق حول المذياع لنستمع إلى أغانيه التي حملت طابعًا سياسيًا ووطنيًا وثوريًا، وكان يصدح بصوته الهادر كالشلال، هاتفًا : ” اليوم أموت، اليوم اتأمل، اليوم أحيا “.
وقد غن ى قرمز من أشعار وقصائد محمود درويش وسميح القاسم وراشد حسين وتوفيق زياد وسواهم.
ومن أشهر هذه الأغاني والقصائد : ” سجل أنا عربي، انا اسمي شعب فلسطين، صبرا، أي شيء يقتل الاصرار. ضد، أماه، الويل لكم، عشاق الأرض، أرضنا الجميلة، عنوان البيت، انا يا سحابة عمري جبال الجليل” وغيرها.
جورج قرمز صاحب حنجرة قوية، حمل الأغنية الفلسطينية السياسية في قلبه، ونقلها بصوته المميز، الذي امتاز بالقوة والدفء والحنان والشجن والطلاوة.
وحملت اناشيده الرائعة، رائحة الارض والفلاح وعبق المخيم والتراب والوطن الفلسطيني، فغلف الليل بالحب، والنهار بالثورة وبلسم الجرح والوجع الفلسطيني.
لا احد يعرف من هو جورج قرمز، هل فعلا هذا اسمه الحقيقي ام اسمه الحركي، ولا في أي غرفة مغلقة كان يغني، خوفًا على حياته من المحتل، وكيف كان يتم تسجيل أشرطته الغنائية، وكيف كانت توزع في الأسواق وبين الناس..!!
جورج قرمز انسحب واختفى من الساحة الفنية والغنائية الفلسطينية، ولا أحد يعرف لماذا؟؟ وكيف ؟؟ وفي أي مكان؟؟