استيقظت وفي جُعبتي كلام ..أودعته لبحر أحلامي فأخذني لأعوم هناك رغم البرد الشّديد والرّياح العاتية الكافرة بشمس تشرين ..فلا شيء يقوّي هذه الذّاكرة إلاّ ما كان قيد النّسيان.
عنفوانك أقوى أشكال التّذكّر أيّها المنسيّ المتشبّث بأعمق جذور الحياة .
لا تخافي بنيّتي …فالذّاكرة القويّة تجمّل حياتك بأمل ونسيان،وأنا التي تعرف أنّ الشّوق لا يعرف الوقت بل الوقت يتلعثم أمام الشّوق ويسدل السّتار ليبقى شامخًا رغم أنف السّنين.
فهذا الذي يتعاقب عليه الوقت …هو زمن عابر يا أمّي
وها هي ساعتي تخضع لعمليّة تغيير ليست مفاجئًة بل معروفة منذ اشهر وقد تعيّن دورها
فالسّماء لا تتلّون ألا للعطاء …فإن كانت زرقاء فصافية هي تبعث الدّفء والامان ..وإن اسوّدت بغيوم تُثقلها فالغيث آت لا محالة ….
لا تطرقي الباب مرّتين…يكفيه طرقة واحدة فمن أرادك سيفتح لك وإن تأخّر فلا تقلقي فهو يفتح باب قلبه أولا حتّى لا تكوني وحيدة في بيته ..
اليوم وقد أشرقت شمس تشرين لا معاتبة بل مشرقة بوجه العاتبين …لا تفعلوا شيئًا ولا تتكبدّوا مشقّة الكلام …فالرّسالة لا تضيّع عنوانها بل مسالك الدّرب وأن كثُرت بها الاشواك ..نعم نعم تعرف وستصل لأيد أمينة تقدّر الحرف وتتلذّ بجميل الكلام ..
وها هي عصافير الرّوح تغرّد طربًا لوصول سفينة الاحلام …لتحطّ رحالها على شاطئ الامان كوني قويّة يا نفسي ..فبالقوّة يتلاشى ضباب الاوهام.
ولو كان الشّوق يُباع لكنت أفقر النّاس …لانّي والشّوق سيّان هو يزداد بي وأنا أوزّعه مجانًا لكلّ المغتربين.
Top of Form