اعتبرت رئيسة مجلس “نعمت”، لواء الناصرة، رهام أبو العسل، العنف ضد النساء والفتيات نتاج تنشئة اجتماعية قائمة على التمييز الجندري وانعدام المساواة بين الجنسين”. وكانت أبو العسل تتحدث في البرنامج الخاص الذي أقامه مجلس نعمت لواء الناصرة، على شرف هذا اليوم، ونوقش فيه موضوع العنف ضد النساء عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي كلمتها امام الحضور، الذي اكتظت به قاعة سينمانا في الناصرة، اكدت أبو العسل على أهمية هذا اليوم، الذي من خلاله يتم التطرق الى الأسباب العديدة للانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها النساء وكيفية استخدام هذه الساحة الافتراضية والتعامل معها وماذا تعكس من واقعنا الحقيقي، مؤكدة ان العنف ضد النساء لا يبدأ في الاعتداءات الجسدية ولا يتجسد في قتل النساء، بينما يبدا العنف قبل ذلك بكثير. العنف يبدأ من كل تلك المقولات، كوضع اللوم على النساء في كل تصرف لا يحظى بإجماع المجتمع، وقد نكون، جميعا شركاء في تذويت هذه الرسائل وترسيخها في الأجيال الناشئة دون ان ندرك اننا بذلك نساهم في ترسيخ ثقافة تنهش عظامنا”، وفق ما قالت رهام أبو العسل.
وتلاها نوقش الموضوع بمشاركة، مديرة مركز الطفولة في الناصرة، نبيلة اسبنيولي، ومديرة جمعية نساء ضد العنف، نائلة عواد، والمحامية المتخصصة في قضايا المرأة والعمل، حنان مرجية، وادارت النقاش رئيسة مجلس نعمت – الجليل المركزي، ختام واكد.
وخلال النقاش دعت نبيلة اسبنيولي الى تكثيف الأبحاث لدراسة ظاهرة العنف ضد النساء، قائلة: ” هناك حاجة ماسة لإبقاء الموضوع قيد النقاش والحوار داخل المؤسسات والمجموعات لنشر التوعية ومساعدة ضحايا عنف الشبكات الاجتماعية. وأضافت اسبنيولي “هناك حاجة للضغط على الشرطة للعمل، وبشكل مكثف، لمعالجة ظاهرة العنف. فالإنسانة المعرضة للاعتداء ليست المذنبة بل ضحية للعنف، علينا تحويل الشبكة الى شيء إيجابي- سلاح قوة، نفضح به المعتدي وليس الضحية. ومن هنا يجب ان تكون رسالتنا فضح الانسان المعتدي واظهاره كمتهم، استغلال وسائل التواصل الاجتماعي كأداة ردع داعمة للضحية”.
اما نائلة عواد فقد اكدت على أهمية ان تأخذ الجمعيات والحركات النسوية مسؤولية مناقشة كافة اشكال العنف، مضيفة ان هذا العنف هو استمرارية للعنف الاخر المنتشر. وأضافت عواد “كل المؤسسات والعالم لم تستطع مواكبة خطورة استغلال التكنولوجيا، هناك من يقول انها “لعنة” او انها “خربت بيوت” لكن ليست هنا المشكلة انمت سؤالنا الجوهري هو كيف نمنع الأذى وكيف نمنع الجريمة القادمة.
اما المحامية حنان مرجية فقالت ان مشكلتنا كمجتمع عربي هو عدم الوعي لهذا الموضوع، حيث لا نعلم ان هناك قوانين تحمينا. الصبايا عند تعرضهن للتحرش يشعرن وحيدات لان مواضيع العلاقات الجنسية غير مطروح للنقاش داخل العائلة او المجتمع وبذلك لا يعرفن كيف يتصرفن والى من يتوجهن. وأضافت مرجية “هناك قانون لمنع التحرشات، منذ العام 98 قبل انتشار كل التكنولوجيا. وعلى رغم وجود هذا القانون لم يتغير الواقع.
الى ذلك قدم الفنان ايمن نحاس، فقرة فنية طرح فيها قضية العنف ضد النساء من مختلف جوانبه عبر استخدام الدمى المتحركة.