كتب: شاكر فريد حسن
تحتفل مؤسسة الأسوار العكية بإدارة الصديقين الحبيبين يعقوب وحنان حجازي، بالعيد ال ٤٤ لتأسيسها.
لقد تأسست الأسوار بهدف خدمة الثقافة الوطنية الفلسطينية، وتجذير الوعي الوطني التقدمي العقلاني المتنور، وتعميق الفكر الديمقراطي الانساني، ونشر الكلمة الحرة الملتزمة، وتذويت القيم الوطنية الثورية، وصيانة الهوية الوطنية والطبقية لشعبنا.
وايمانًا منها بأهمية ودور الكلمة في معارك الشعوب الوطنية التحررية، وبشهادة الواقع أن الكلمة هي أكثر وسائل الكفاح على الجبهة الثقافية وأوسعها في الزمان والمكان، التزمت الأسوار التعامل مع كل أدب ملتزم بقضية شعبنا المقدسة، وكل قضية انسانية لا تتناقض مع هذه القضية الواضحة والمحددة والعادلة.
وانطلاقًا من هذه الرؤية الوطنية عملت الأسوار على نشر الكتاب الوطني، فطبعت مئات الكتب ذات الالتزام الفلسطيني الوطني لأهم أعلام ورواد الأدب الفلسطيني في الداخل والخارج، فضلًا عن اصدارها مجلة الأسوار الفصلية التي شكلت حاضنة لكل الأعمال الابداعية والابحاث الأدبية والفكرية والتاريخية حول تاريخنا الفلسطيني الثقافي والنضالي، ووعاءً ثقافيًا لكل أصحاب القلم والمبدعين والمثقفين الفلسطينيين بمختلف مشاربهم وقناعاتهم الايديولوجية والفكرية والسياسية، ويجمعهم أولًا وأخيرًا الالتزام الوطني.
وكذلك أصدرت الأسوار أسبوعية ” نداء الأسوار “التي كان لها اسهام رائد وبارز في الحياة الصحفية والاعلامية والثقافية الفلسطينية في الداخل، رغم عمرها القصير، بحمل راية الالتزام ومشعل التغيير، المرتكز على الاصالة واستلهام روح الجماهير وتراثها الانساني التقدمي، والانفتاح على كل الأفكار والطروحات الوطنية، لتشكل بذلك واحة للتعددية السياسية والفكرية والثقافية وحرية الرأي والتعبير.
ويسجل للأسوار أنها من اوائل المبادرين لتكريم الشخصيات الأدبية والثقافية التي كان لها الريادة في نشر واعلاء الكلمة الوطنية الملتزمة، حيث اقامت احتفالات التكريم لعشرات الرموز الأدبية، فضلًا عن احيائها ذكرى أعلام الفكر الوطني والأدب الفلسطيني، واقامة الندوات والورشات الأدبية المختلفة، عدا عن اقامتها دار الطفل لنشر أدب الأطفال.
الأسوار هي أحدى أسطع منارات شعبنا وأكثرها اشراقًا، التي تحظى بالتقدير من مختلف شرائح وقطاعات شعبنا، وانني اذ أشارك الحبيبين يعقوب وحنان حجازي، القائمين على المؤسسة، وجميع أعضائها من زملاء واصدقاء، احتفالهم بهذه المناسبة العظيمة، وأقول أنه الفرح الذي يليق بالفلسطيني الذي يواصل الموت والاستشهاد في سبيل أسمى قضية، قضية التحرر والاستقلال الوطني.
ومع اكتمال عامها ال ٤٤، فإلى الأسوار العكية ألف تحية، والى مزيد من التقدم والاستمرارية حتى تحقيق الأهداف التي تصبو ونصبو اليها.