لماذا تخليت عني
وتركت قلبي يسبح في يم أحزاني
كنت لروحي نبض الحياة وطوق النجاة
كيف تنكرت لعهدي وتناسيت وصالي
لماذا اغتلت حبي ولهفة أشواقي
أيرضيك هلاكي بهذا التجني
ألم تصارحني يومها بهمس شفيف
أنني جنون العشق وكل الحنين
ووعدتني أن تكون لي سندي وعطر الربيع
فلماذا هجرتني وتحالفت مع أقدار زماني
وألقيت بي من جديد في جب صمتي ومتاهات السنين
رحلت فجرعتني مرير كأس الأنين
بعد ان أثملت أعماقي بصدق الهوى
وسقيتني من زلال حب بقدر حجم السماء
ثم خلفت هذه العاشقة تتخبط في عذاب النوى
وتغرق في سيل دموع الجور والجفاء
لم الكل يرتوي من نبع الجنان ويعيش في رخاء
إلا شمسي أنا لا مستقر لها في أي سماء
هذه القصيدة العشقية الرقيقة هي للصديقة الشاعرة المبدعة والقديرة الآتية من ربوع قرطاج في تونس الخضراء، الأستاذة سميرة الزغدودي، صاحبة الحرف الأنيق، والتعبير الجميل، والبوح الصادق، والايقاع الموسيقي الطربي العذب، التي راقتني قصائدها الوجدانية والعاطفية والرومانسية المخملية العابقة بروائح النرجس والياسمين، الطافحة بالحب والعشق والشوق والوجد والرومانسية الحالمة، والمنشورة في عدد من المواقع الالكترونية وعلى صفحتها الشخصية في الفيسبوك.
وفي هذه القصيدة تساؤلات ومناداة وعتاب للحبيب الذي ترك قلبها يسبح في بحر احزانها، وتنكر لعهوده، وتناسى وصالها، وهو الذي وعدها يومًا أن يكون لها السند وعطر الربيع، لكنها هجرها وابتعد عنها وتركها تتململ وتتخبط في عذابها النفسي وتغرق بدموع الجفاء.
تقول سميرة الزغدودي عن نفسها في احدى قصائدها، أنها ” الأصيلة بنت الاحرار والخضراء منبعي، سليلة الامجاد، الكرامة شيمتي والشهامة دربي، تونسية من أهل الهمم والصدق طبعي، قرطاجية الايمان منهجي، شمس نهاري وبدر ليلي، قيراونية الأصالة معدني وبهاء الروح ثروتي، بربرية جريئة عربية متمردة”.
ما يميز شاعرتنا سميرة الزغدودي رهافة ودفء الاحساس، طلاوة التعبير، رقة الكلمات، جمال الصور الشعرية، وضوح النص، الصدق العفوي. فالكلمة الحلوة تهز كيانها ووجدانها والحانها المنسابة تجعلها تطرب وتطرب الآخرين.
وهي تكتب بلغة بليغة جميلة ممتنعة وممتعة، ولحروفها وقع يحاكي الوجدان ويدغدغ المشاعر بصدق وأصالة وشفافية، وفي كتاباتها تميز وأصالة وابداع.
ويمكننا القول ان عالم سميرة الشعري وردي مزركش بألوان قوس قزح، عالم سحري خاص يتسم بنقاوته وجماله ورقته، عالم زاخر بالجمال والعفوية المطلقة والبساطة الفاتنة والبراءة الجميلة.
سميرة الزغدودي حالة شعرية خاصة، ومستودع للعبارة الشفيفة الرهيفة والعاطفة العميقة بأبعادها الشعورية، وبروحها المشرقة المحلقة. وهي ذات نفس عميق وصوت شعري جريء تجد فيه الصدق وعمق التجربة واللغة الحية.
فتحية من القلب للصديقة الشاعرة التونسية سميرة الزغدودي، وتمنياتي لها بالأبداع والمزيد من التألق والتوهج الشعري، ولك الحياة.