حزن الشاعرة ليلى الصيني بقلم : شاكر فريد حسن

 

أفرغت حزني في نهر القصيدة

ولم اغرق في نوبة بكاء

تعلمت حجب أشجاني

ولم اسكب من عيني

قطرة ماء

هذه الومضة الشعرية التي حاكت حروفها ونسجت كلماتها الشاعرة السورية ابنة حمص د. ليلى الصيني، تقطر ألمًا وحزنًا وشجن، وتختزل كل المشاعر الدفينة المتأججة في نفسها.

انه نص مكثف يعبر عن وجع روحي، وتجسيد لجرح عميق في القلب، لا ندري كنهه، هل هو ذاتي أم أنه انعكاس للحالة العامة التي يعيشها الوطن السوري، ولكن على الأغلب هو انعكاس لموقف ذاتي تعرضت له، وحالة شخصية تعيشها.

لقد عودتنا د. ليلى الصيني على قصائد الحب والرومانسية والوطنية، ولكن هذا النص جاء مختلفًا تمامًا عما قرأناه لها سابقًا، فلم نتعود على مثل هذا الحزن العميق في نهر القصيدة، وانما الفرح كان طوال الوقت يغمر وجدانها.

نلمح في نص د. ليلى روحًا حائرة حزينة مضطربة، وتأملات في الحال الانساني، ناهيك عن وجع مكتوب بجمر الكلمات.

لقد انسكب الحزن في داخلها كانسكاب السائل في الدورق الشفيف، ومن يتوغل في النص يبصر هذا الحزن المرسوم عبر الحروف والكلمات، وكأننا أمام مواجهة بين الذات والموضوع.

ومن نافلة القول، ومضة ليلى الصيني فيها زخم انفعالي شديد، ناجم عن موقف حفر في وجدانها مزيدًا من الالم والحزن والذهول.

وما لنا الا أن نقول لصديقتنا الشاعرة د. ليلى الصيني: تشبثي بتلابيب الحلم، الذي ينقب في بقايا الرماد عن أمل جديد وغد باسم، واعادة فتح كوة يتخلل النور والتفاؤل منها ، وانتشال القصيدة من ديجور الحزن والالم، حتى يونع زهر وتندى غلال. وكما قال شاعرنا الفلسطيني المبدع أحمد حسين: ” بالحزن نفرح من جديد “.

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .