بقلم: شاكر فريد حسن
منديلكِ المزركش بالورود !!!
جنة فاح عطرها !!!!
فكيف لدمع العين يحتبسُ ؟؟؟
وكم وصيت مشط شعرك
أن يحنو عليكِ…
وبت الآن كالمجنونة !!!
افتش عن شعرة بالمنديل
فيها أأتنسُ !!!
مت شوقااااااً…أمي
هذا الصوت الحزين المجهش بالبكاء، الذي يفيض بدمع الحنين، هو صوت الشاعرة السورية المتألقة ابنة السويداء، شادية عريج، التي تعيش على ذكرى أمها التي تأبى الرحيل.
وكيف لطيفها ان يغيب عن عيني شادية، التي عصف بها موتها عصفًا، وكيف لها أن تنسى أمها الحبيبة التي حملتها تسعة شهور وتجرعت منها حليب القيم ونقاء الروح، ونامت في احضانها، وربتها تربية انسانية وأخلاقية سامية وعالية المقام، وكانت بالنسبة لها الرئة التي كانت تتنفس منها، وهي الماضي الجميل، والحاضر الكئيب الحزين، والمستقبل الذكرى الاليمة.
لقد تأثرت جدًا، وهطلت دموعي مدرارة من عيني وأنا أتلو كلمات الصديقة الشاعرة شادية. إذ أنني أيضًا فقدت امي قبل ثلاثة عشر عامًا، ولم أستوعب حتى الأن أنها ماتت ولن تعود..!!!
فأنا مثلها، فأمي لا تزال وستبقى أمام ناظري، تربت على كتفي وتمسد لي شعري، وتغني لي ” نام نام لاذبحلك طير الحمام “.
نص شادية عريج يعكس ويجسد اختلاجاتها النفسية والعاطفية الوجدانية، بوصفه ترجمة صادقة للنفس التي يملؤها الوجد والشجن والوجع، المحتدم بإحساسها الجمالي وصدقها العفوي.
حقًا، انه نص شفيف مكثف يختصر كل الاحساس الداخلي العميق لشادية عريج، فيه رقي انساني، وجمالية فنية، وشفافية فوق التصور ، وفوق الوصف، يهز المشاعر برعشات مشجية ومؤلمة.
شادية عريج تثبت بهذا النص ونصوصها الأخرى، أنها شاعرة تغزل حروفها من حرير منقوع بمداد القلب والروح ، وكما عودتنا دائمًا على رشاقة لغتها، وسحر معانيها، وجمال معانيها وصدق بوحها، وسلاسة نصوصها بقالبها الفني والتعبيري وايقاعها الجميل، الذي يبعث الراحة في النفس والذهن في الروح.
انها عاشقة للكلمة حتى الرمق الأخير، تنشر عبق الروح ودفء القلوب حروفًا ومفردات.
شادية عريج تقديري لحرفك ومحبتي لك وأكثر، ولك الحياة.