حورية أنا
لكنني
خرجت من بحر كلماتك
سبحت بين حروفك
اللازوردية
ارتديت غلالتي البيضاء
وأطلقت أجنحتي
أعبر مداك
لأجلي كتبت قصائدك
البنفسجية
أنا حلمك المقدس،
وصلواتك للرب..
تقتلني اللهفة إليك
فأنسل بين حروفك
أتراقص كالفراشات الهنية
أملًا عالمك ياسمينًا ” خرافيًا ”
أظمأ .. بك ولك
تمتلئ لحظاتك بي
بهمسك وعذب حضوري
أدمنتني وكفى
انا ابنة أفكارك
وملاذك..
حوريتك أنا ..
أطوف
بحر ابداعك وأنسل كالدهشة
بين همساتك
فاكتبني قصائد خالدة
بنبض قلبك
وعلقني على جدران روحك
صاحبة هذا النص الرقيق الشاعرة السورية نبيلة متوج. فهي حورية في بساتين الجمال ورياض الابداع، من بحر الكلمات تختار الأجمل والأحلى، قلبها عاصمة للحب، فيه يهطل المطر وغيوم الفرح والياسمين الدمشقي الفواح.
نبيلة متوج من أسماء الموجة الشعرية السورية الجديدة، تقريت نصوصها التي تنشرها من حين لأخر على صفحتها في الفيسبوك، وفي عدد من المواقع الالكترونية، وخاصة موقع ” منبر العراق الحر ” الذي يديره ويشرف عليه الصحفي المتميز الصديق عصام العبيدي.
وقد شدتني كتاباتها الشعرية لما تتسم به من شفافية ورقة وعذوبة ووضوح .
وقصيدتها المشار إليها في العنوان، هي قصيدة رومانسية وجدانية عاطفية مباشرة وعالية، شفافة في ألفاظها ومعانيها، تنساب فيها الكلمات انسيابًا عذبًا، تتدفق بسلاسة تشتمل على التصوير التعبيري بفنية لفظية بادية للمتلقي. وما يميزها صدق المعاني والمشاعر، والاشراق الشعري المصحوب بسمو تخيل.
فيها بوح صادق شفاف وناعم، وفيها مناجاة للحبيب الذي تسلل من نافذة الحب واحتل قلبها، وأطلق في فضاء روحها فراشات وزنابق حتى أدمنه، وصارت تكتب من أجله القصائد البنفسجية، وبات يقتلها الشوق ولللهفة إليه، فراحت تنسل بين حروفه، وتتراقص كالفراشات بين يديه، وتتغلغل بين همساته كالدهشة، وتتوسل اليه بأن يكتبها قصائد خالدة يعلقها على جدران روحه.
كتابات نبيلة متوج الشعرية رومانسية بامتياز ، تخاطب القلب والوجدان، مفعمة بجيشان العاطفة، ومتسمة بالأناقة الشعرية ورهافة الحس، وزاخرة بالاستعارات والصور الشعرية الجديدة ما يضفي جمالية على نصها.
وغني عن القول أن قصائدها هي سمفونيات حب، وترانيم عىشق، ولوحات فنية من الالوان الراقصة والايقاعات الراعشة والعبارات الهامسة، التي تعكس مشاعرها الوجدانية، وهي تأتينا بالصور الشعرية الفنية الوارفة الواضحة التي لا ترهق القارئ فكريًا وذهنيًا، وانما تسبغ عليه النشوة والمتعة الروحية.
نبيلة متوج متصالحة مع الحب، ترسم صورًا ، تتعانق فبها الألفاظ والمعاني، وتتسامى المشاعر والأحاسيس، حتى أنها تمضي بشاعريتها المتدفقة حتى سلطة العاطفة الملتهبة.
ويمكن اعتبار قصيدتها” حورية أنا “ شحنة دافقة من الحس الداخلي الوجداني، ونص رومانسي مغاير تمارس من خلاله طقوس عشقية خالصة، في التحام وانصهار روحي وجسدي، وهمسة آسرة تحترق فيها فراشة اللغة بضوء قنديل العشق.
انها تنتصر في قصيدتها لذاتها، لجسدها، لحبيبها الذي يسكن حرفها، ويعتصرها شهدًا شهيًا لحظة الانتشاء والسحر، وتنتصر لحرفها الجميل البوح.
نبيلة فتوح شاعرة واعدة تشق طريقها إلى الأمام بخطوات واثقة وواعية نحو حرم الشعر الصافي، فلها مني أصدق التحيات والتمنيات بالمزيد من العطاء والابداع والتألق.
(شاكر فريد حسن)