بعد أن جهزنا كل الحاجيات التي لا تحتاجيها كلها ، بل ارغمت على شراء المقالم والدفاتر باهظة الثمن، فقط لأن أحد ابطال شبكات التواصل الاجتماعي اقنعوك بذلك، وبعد ان قضيت شهرين من النوم والابتزاز إلا شعورك اتجاهي، كان علي أن استرجع وظيفتي كأم ، وأن اكتب لك رسالة خاصة كي تسيري في طريق النجاح.
فيا بنيتي : العالم لم يبن للمجتهدين، ولا تدعي أن أحدًا يغسل دماغك بذلك، فجميعنا نعرف أن الطالب الذي غفا مدى السنوات ونجح في امتحان التوجيهي هنالك من أعطاه الامتحان وأجاب عنه، ومن الطبيعي أن يجد له واسطة تدخله الجامعة، وتجد له وظيفة محترمة في اقل وقت ..اما المجتهدين فيجلسون في المقاهي، يبحثون عن انصاف الحلول ويندبون حظهم ..
يا ابنتي: كوني جميلة ، وارتدي افخم الماركات التي سأستدان من أجل ذلك.. فأنا لا اريدك فتاة مراهقة مع عقد، واتكالية على الغير، بل كوني ملكة الصف، التي تنهي وتوافق على كل شيء، فلا حياة لغير الجميلات.
حاولي اصطياد العريس في المرحلة الثانوية. لا تحلمي بالمستقبل ، فنحن مجتمع لا يتحمل العزباء، بل يريدها أن تكون وتمسي في السرب ، وان كان على خطأ .
اياك والثقافة، فالمعرفة هي لعنة وانا لا اريد أن تصيبك اللعنة في حياتك، ولا أريدك ان تعرفي وتفقهي اكثر من غيرك.
تعلمي ان العنف هو الطريق الوحيد لكل مشكلة في العالم، فلا تخافي فأنا املك المال للدفاع عنك قانونيا.. اضربي وانتقمي لنفسك ولا تدع حق يذهب سدى.
مايا حبيبتي : كل ما اتمناه لك أن تكوني مثل باقي المجتمع .محدودة الفكر والطموح مهزومة وجارية لأصحاب العقول الذكورية، فلربما بذلك استطيع أن أخلد للنوم دون خوف عليك كل صباح.