وكان الطابونُ جزءا من أثاث حوشها
وكانت تُحبُّ القعودَ الى الطّابونِ
تُطعمهُ قشا وصول البقر
الذي جمعناه نحن الفتيان
من وراء عجّالِ البقر
***
يحمرّ الرضفُ
تُدَوِّرُ الرّغيفَ بمهارة عجيبة
تَطرَحُهُ…
فيستقِرُّ آمنا في صدر الطّابون
تُفَتِّحُ عيناها
تُتابِعُهُ في النُّضوجِ
شيئا فشيئا يحمرُّ وجه الرّغيف
وَيَحمَرُّ فرحا مُحَيّاها
****
ترنو لزوجٍ كلُّه لهب وفرح يحتويها
و”لأفراخٍ زغب الحواصلِ”
يتناوشون الرّغفانِ
هذا يغمسه مع زيتِ الزَّيتونِ البلدي
وذاك مع عصير البنَدورة القروي
الذي حضَّرته الجدة خضرة
والجَدَّة الظريفة.. ظريفة
***
وبفرح تقول لعفيفة
انهيتُخُبزي يا عروسة
فهل عجينك خامر يا عروس؟
****
كانت أمي طيبة القلبِ
قلبها حرير وصدرها أمير
أنت عروس يا فريزة
هاتِ عجينك أيضا
لأخبزه
وتبتسم العروسان
استرحنا ……
من دخان الطّابون
شكرا لك يا آمنه
لك روحينا كاملة
***
كانت أمي
بسيطة
بساطة الأرض الطيبة
بساطة القرية الهادئة
سرورها بخدمة من حولها
استرحن يا عرائس
فأنا لكنّ خادمة
يضحكن يبتسمن فقد نجحن
ومرت…. الأيّام
ومرت ….. السنونُ
وفجأة سكنت آمنة
فبكتها عفيفة وفريزة
كانت أمنا الثانية آمنة
في جوارها كنت آمنة
تلهج بنت ثانية.
اللهم اجمعني معها في حياة ثانية
تقول اختها: ف..ا…طِ…م….ه.
تَقولُ اختُ…ها: ف.ا…طِ…مَ…ه
عرعرة ( المثلث )