كفرياسيف – تقرير من علي هيبي عضو إدارة مؤسّسة “محمود درويش للإبداع” – الجليل: بمبادرة رائعة من عصام خوري مدير مؤسّسة “محمود درويش” – الجليل، وتحت رعاية فخامة رئيس دولة فلسطين السيّد محمود عبّاس ووفاءً للرواية الصادقة وحفاظًا على الذاكرة الفلسطينيّة، ووفاء للشاعر الفلسطينيّ الكبير، شاعر الإنسانيّة محمود درويش، في الذكرى العاشرة لوفاته، غصّت قاعة “القصر الثقافيّ” في رام الله يوم الاثنين الموافق 13/8/2018 بجمهور غفير ونوعيّ ولافت، إذ برز حضور شخصيّات اعتباريّة وهامّة على المستوى السياسيّ والاجتماعيّ والثقافيّ من سياسيّين ورجال فكر وشعراء وكتّاب وفنّانين، كما حضرت وفود دبلوماسيّة من عدّة دول، لها تمثيل في دولة فلسطين، وذلك بمناسبة مرور عقد من الزمن على وفاة الشاعر الكبير، ولحضور الاستعراض الفنيّ الضخم، وهو كونسيرت غنائيّ وموسيقيّ رفيع المستوى بعنوان “جداريّة”، والذي ذكّر الحضور بالاستعراضات الفنيّة الموسيقيّة العالميّة، ويشار إلى أنّ كونسيرت “جداريّة” من إنتاج مؤسّسة “محمود درويش” للإبداع – الجليل، وهو عبارة عن سبع قصائد من كلمات الشاعر الراحل الكبير وألحان الفنّان والمايسترو د. تيسير حدّاد ومن توزيعه وبقيادته، ود. حدّاد هو المدير الفنيّ والموسيقيّ في المؤسّسة، ومن غناء للرائعيْن الفنّانيْن: نور دراوشة من “إكسال” وشادي دكور من ترشيحا، وبرفقة جوقة فنّانين رائعين وعزف ما يفوق عن ثلاثين موسيقيًّا وفنّانًا مميّزًا.
لقد كان الاستعراض إحياء خاصًّا ونوعيًّا لرحيل شخصيّة بقامة وقيمة شاعرنا الكبير، وقد استضافته بلديّة رام الله ورئيسها السيّد موسى حديد، ومؤسّسة “محمود درويش” في رام الله ورئيسها د. زياد أبو عمرو، نائب رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينيّة وعضو اللجنة التنفيذيّة لمنظّمة التحرير الفلسطينيّة، وهو الذي مثّل الرئيس محمود عبّاس لحضور الاحتفال المهيب. ولذلك اختير مكان الاستعراض ليكون في القصر الثقافيّ في العاصمة المؤقّتة، رام الله، قريبًا على بعد أمتار قليلة من حديقة “البروة” ومتحف “محمود درويش” حيث يرقد جسد الشاعر الطاهر. ولكنّ روحه تبقى حيّة في وجداننا ما دام على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة. وممّا يجب ذكره أن الوزير أبو عمرو عاد من بيروت قبل ليلة من الاستعراض، وكان سفره إلى هناك خصّيصًا لتكريم الشاعر الفلسطينيّ محمود درويش، حيث شارك في احتفال ضخم ومهيب، أعلن فيه عن تخصيص كرسيّ جامعيّ للشاعر الكبير وفاء لمسيرته النضاليّة والإبداعيّة، قدّمته له الجامعة العربيّة للعلوم والتكنولوجيا.
ويشار إلى أنّ كلمة السيّد موسى حديد رئيس بلديّة رام الله الافتتاحيّة كانت الكلمة الوحيدة في الاحتفال وقبل الاستعراض الفنيّ، وقد كانت كلمته باسْم المؤسّسات الثلاث: بلديّة رام الله، مؤسّستيْ “محمود درويش” للثقافة والإبداع في الجليل ورام الله، وقد تطرّق فيها بعد كلمات الترحيب الدافئة إلى ضرورة تجنيد الفنّ في معركتنا الوطنيّة ضدّ الاحتلال، فالمؤسّسات الثقافيّة في رام الله والجليل وفي كلّ مكان يتواجد فيه شعبنا، لا تقلّ أهميّتها الوطنيّة عن سائر المؤسّسات السياسيّة والحركات الكفاحيّة، وقصيدة محمود درويش وموسيقى المايسترو د. حدّاد وغناء شادي ونور لا تقلّ شأنًا وطنيًّا عن أيّة وسيلة نضاليّة أخرى، ونادى في نهاية كلمته إلى ضرورة تكثيف هذه الأنشطة الفنيّة والتثقيفيّة.
ويجدر الذكر في أنّ الاستعراض الفنيّ والوطنيّ قد بثّه العديد القنوات التلفزيونيّة الفلسطينيّة، وكانت أغنية “على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة” وشعار “كان اسمها فلسطين . . صار اسمها فلسطين” مسك ختام الاستعراض الكبير، كي يبقى العبق الدرويشيّ مرفرفًا فوقنا وحيًّا في وجداننا وراسخًا في حواسّنا وذاكرتنا.