شاكر فريد حسن
النصراوية ايمان مصاروة أديبة وشاعرة وباحثة عريقة من الزمن الجميل، عرفناها منذ تسعينيات القرن الماضي، من خلال كتاباتها الشعرية التي نشرتها في المجلات والدوريات الأدبية والملاحق الثقافية التي كانت تصدر آنذاك، منها الجديد والجماهير والآداب والبيادر الادبي وغير ذلك.
ومنذ أن حملت ايمان القلم ودخلت محراب الكلمة وعالم الابداع لم تتوقف عن الكتابة قيد انملة، واتصفت بغزارة الانتاج، وأثرت المشهد الأدبي والمكتبة الفلسطينية بغير المألوف، فكسرت الروتين وجمعت بين الرقة والجمالية والفكرة والايقاع الموسيقي في أجمل الابداعات الشعرية والنثرية.
وهي تتميز بشفافيتها ودفء كلماتها وصدق احساسها، ولقبت بشاعرة القدس، لأن القدس التي سكنتها أخذت المساحة الأكبر في نصوصها. وجرى تكريمها في العديد من المحافل والمهرجانات الثقافية، ومنحت الدكتوراة الفخرية من عدة مؤسسات، واختيرت شخصية القدس الشربف العام ٢٠١٣. وتم قبل أيام ترشيحها لمسابقة أفضل كاتب عربي.
وفي حوار معها حول الأدباء والمشهد الأدبي في الداخل اعتبرت ايمان أن هناك مدعين ولا علاقة لهم بالمشهد الثقافي، واوضحت أن الأدب فن جميل يحدث معه متعة للروح وسموًا للقلب، ويجد الكاتب فيه متنفسه الذي يعبر عن مشاعره ونبض قلبه وخلجات روحه، علمًا بأن أغراضه ومشاربه كثيرة ولا تكتب على هوى القارئ أو أفق توقعه، كما أن هنالك عدة اتحادات وتجمعات ثقافية ومنتديات أدبية.
وتابعت : “أرى أن هذه المؤسسات تثري الساحة الأدبية عامة، وتعمل على تشجيع الهواة خاصة. وما يجري اليوم في الساحة من تسيب وعدم مصداقية وتراشق بين الأدباء والشعراء، انما يتحمل مسؤوليته حاملو شعار الثقافة ومسؤولو المؤسسات والمنتديات الثقافية في الداخل والخارج، بما فيهم نقادنا وأدباؤنا وشعراؤنا الكبار الذين يجاملون ويسيرون من راء قلة من المدعين، وممن لا علاقة لهم بالمشهد الثقافي الذي أصبحت فيه الكثير من السلبيات”.
وتواصل ايمان حديثها قائلة: ” رغم الحراك الثقافي الذي تشهده الساحة الثقافية في الوطن، أجد أننا بعيدين كل البعد عن واقع الثقافة الحريص على مثقفيه ومبدعيه، نتيجة الخلافات بين أعضاء الاتحاد والبيانات التي صدرت مؤخرًا تؤكد أن الحالة الثقافية يرثى لها وبحاجة لاحتضان من قبل كبار الأدباء الغيورين على المشهد العام داخل الأراضي الفلسطينية في ال ٤٨، وآن الأوان لايقاف تراشق التهم التي لا تمت بصلة لمبدعينا في الوقت الذي نحن فيه أحوج لأن نتحد ونكون يدًا واحدة، بعيدًا عن هذا التشرذم في المشهد الثقافي، والذي أدى الى ابتعاد عدد كبير من الكتاب والأدباء الحقيقيين عن الساحة لئلا ينالهم ولو قليل من هذه الخلافات. ونحن نعلم أن الطابع العام في اراضي ٤٨ يغلب عليه الطابع الايديولوجي، وهذا ما يفقدنا الكثير من الحضور الصحي والمتوازي في الساحة الابداعية، كما أن تطوير الابداع في الوطن مرهون بتنحية الخلافات الشخصية وتغليب المصلحة العامة ومصلحة الوطن، كي يكون الابداع للجميع، وتصبح الثقافة من مكونات التنمية في المجتمع والوطن.
وتخلص ايمان الى القول: ” كل ما أتمناه أن ارى اتحادًا واحدًا وليس اتحادين يحتضن الجميع على قدم المساواة بدون تفرقة أو تمييز أو اقصاء لأحد أيما كانت الأسباب، لأن الابداع يتحيز للإنسان ورؤيته واحلامه وطموحاته ويعمل على ترقية الأرواح والآذان ليتحقق منه الهدف المنشود كمعطى حضاري يحمل القيم النبيلة والأغراض الانسانية السامية”.