في الصورة:الدكتور المرحوم حيدر عبد الشافي، رئيس الهيئة العامة لشبكة المنظمات الأهلية مشاركا في حفل افتتاح مؤسسة المسحال عام 1996
من شاكر فريد حسن
اقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على قصف مبنى مؤسسة سعيد مسحال للثقافة والعلوم الواقع غرب مدينة غزة، وهو المبنى الذي طالما احتضن الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية على مختلف ألوانها وتعدد مجالاتها.
وهذا الاعتداء بلا شك يستهدف الموروث الثقافي الفلسطيني، والذي يشكل جزءًا مهمًا من التراث الانساني، واعتداء على الثقافة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها الحضارية، التي تؤدي دورًا كفاحيًا على الجبهة الثقافية في مقاومة ومواجهة الاحتلال وانتهاكاته وممارساته العدوانية بحق شعبنا الفلسطيني. وهو جزء من الهجمة الاحتلالية الشرسة لتصفية الوجود الفلسطيني وطمس الهوية الوطنية الفلسطينية ومصادرة الرواية الفلسطينية واخماد الصوت العلني الفلسطيني ومنع نقل الصورة الحقيقية لوجه الاحتلال وارهابه المنظم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل، والتغطية على ممارساته وجرائمه المتواصلة والمخالفة لقواعد القانون الدولي الانساني.
وان دل هذا الاعتداء على شيء فانه يدل على الغطرسة والعقلية الهمجية والعدوانية والظلامية التي تتعامل بها سلطات الاحتلال مع شعبنا، دون مراعاة للقوانين والشرائع الدولية، ولا للقيم الحضارية والانسانية والثقافية.
ما يقوم به الاحتلال من ممارسات ضد المؤسسات الثقافية الفلسطينية هو استمرار للاعتداءات على الثقافة الوطنية والموروث الثقافي الفلسطيني والذاكرة الفلسطينية. فقد سبق وان اقدمت المؤسسة الصهيونية الاحتلالية على الاعتداء على مركز الابحاث الفلسطيني في بيروت ونهبه وسرقة الاف الكتب والمراجع المهة، ومصادرة الكتب والمجموعات الشعرية والقصصية الابداعية، وملاحقة المثقفين ورجالات الأدب والثقافة وزجهم في السجون والمعتقلات الاحتلالية، ومنع توزيع واصدار الكثير من الصحف والمجلات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وصولًا الى تدمير دار الكتب الوطنية ومبنى مسجال الثقافي في غزة.
اننا اذ نستنكر وندين بشدة استهداف مبنى مؤسسة سعيذ المسحال للثقافة والعلوم وتدميره بشكل كامل والتسبب بعدد من الاصابات، نطالب المجتمع الدولي ومكتب اليونسكو بإدانة العدوان على المؤسسات الثقافية والتراثية الفلسطينية، ومساءلة حكومة الاحتلال على الانتهاكات الممنهجة والمنظمة والمتعمدة، وضرورة توفير الحماية الدولية لشعبنا ومؤسساته المدنية والثقافية والحضارية.