قال المتنبي:
لكل داء دواءٌ يُستطبُّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها
يقال عن الحماقة أنها كساد العقل, ويقال الحماقة هي ضد العقل, ويقال الحماقة هي الغرور…
وقيل ايضاً هناك أربعة: من يدري ويدري أنه يدري فذلك العالم فاتبعوه… ومن يدري ولا يدري أنه يدري فذلك الناسي فذكروه… ومن لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك الجاهل فعلموه… ومن لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك الأحمق فتجنبوه.
فالحماقة لا تعني الجهل, ولا تعني الغباء, فهي مرض مستعصي لا يمكن الشفاء منه كما أرتأى الحكماء… فمن الممكن أن يتعلم الجاهل ويغدو عالماً… ومن الممكن أن يتمرس الغبي وتزداد خبرته ويغدو ذكياً… ولكن الأحمق لا أمل يرجى منه, ولا يغدو حكيماً إلا بمعجزة إلهية, ودواءه الابتعاد عنه وتجنبه.
فما هي صفات الأحمق؟؟؟
من أهم صفاته الغرور, وهي صفة ملاصقة للأحمق, فالأحمق يرى في نفسه من المزايا ما لا يراها في غيره, ويعتقد أنه محور العالم, ولولاه ما أشرقت شمس ولا هطل مطر, ويظن دوماً بأن الناس تحسده وتتمنى قربه وتترجى رضاه.
ومن صفاته كثرة الكلام, مع قلة مضمونه وفائدته, ويقال: سِرْنا في ليال مُحمِقات إِذا استتر القمر فيها بغيم أَبيض فيسير الراكب ويظن أَنه قد أَصبح حتى يَملَّ، ويقال: ومنه أُخذ اسم الأَحْمق لأَنه يغُرك في أَول مجلسه بتَعاقُلِه، فإِذا انتهى إِلى آخر كلامه تبيَّن حمقه فقد غرك بأَول كلامه.
ومن صفاته أيضاً قلة الإحساس, فهو لا يشعر بمعاناة أحد, ولا يقدّر مصائب وهموم الآخرين, ولكنه شديد التأثر بمصائبه وهمومه, ولا يعرف الصبر عليها.
هل الحماقة مرتبطة بشريحة معينة؟؟؟
كلا فالحماقة مرض يصيب كافة الشرائح, فهو لا يميز غنياً أو فقيراً, متعلماً أو جاهلاً, طفلاً أو شيخاً, ذكراً أو أنثى…
ولكن الحماقة -والحمد للباري عز وجل- مرض غير معدي, ولكن ينصح بالابتعاد عن صاحبها, كون الأحمق يصيب الإنسان السليم بأمراض شتى نذكر منها: الصداع, وضغط الدم, وتصلب الشرايين, وقد يسبب -لا سمح الله- الموت المحتم في حال مناقشة الأحمق لفترات طويلة محاولاً إقناعه بأنه على خطأ…