الروائي الأديب والباحث د. أحمد رفيق عوض وروايته “الصوفي والقصر” في نادي حيفا الثقافي

 

خلود فوراني سرية-

عقد نادي حيفا الثقافي يوم الخميس  26.07.18 أمسية ثقافية مع الأديب والباحث  د. أحمد رفيق عوض وإشهار روايته ” الصوفي والقصر”- سيرة ممكنة للسيد البدوي الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع، بمشاركة د. أليف فرانش وعرافة الناشطة الثقافية خلود فوراني سرية.

كانت البداية لمسة وفاء للشاعر طيب الذكر عبد الرحيم محمود، وذلك من خلال شريط مصوّر قصير عن حياته.

افتتح بعدها الأمسية، رئيس النادي، المحامي فؤاد مفيد نقارة، فرحب بالحضور ثم بارك للكاتب الغزّي محمود جودة مجموعته  القصصية ” غزة اليتيمة” الصادرة عن دار الجندي للنشر لصاحبها سمير الجندي شاكرا له اهتمامه بالأدباء الغزيين المحاصرين ثم  قدم لمحة عن تلك المجموعة معلنا أنه ستكون لنا أمسية مع أدباء غزّيين رغم الحصار، ثم دعا لأمسيات النادي المقبلة.

أما عريفة الأمسيىة خلود فوراني سرية فجاء في تقديمها عن الأدب والأدباء في عصر غياب الأصالة والاتجاه نحو الوجبات الأدبية ذات الإيقاع السريع، أنّ الأدب الحقيقي كلام خارق، لا كلاما عاديّا يكون في متناول كل قلم، ولو أنّه كذلك لما كان هوميروس وشكسبير وامرؤ القيس والمتنبي وجبران  وشوقي وغيرهم من العظام يحيون في قلوبنا دون غيرهم. والعمل الأدبيّ إضافة إلى ذلك، يتطلّب جهدًا وعناء في الابتكار، وهندسة معماريّة للشكل والمضمون لحظة مخاض الأفكار والمشاعر،  فالنحلة  تغيب أيّامًا وهي تقطع مسافات طويلة بين الجبال والأودية ، لتعود بقطرة شهد واحدة، هكذا على خيال الأديب أن يرحل بعيدًا في غيبة طويلة يخرج فيها من وكره، ويجنّح بعيدًا في أودية النفس وجبالها وصحاريها، ويرمي بنفسه عميقًا في لجّة الوجود، ليعود بالمعنى الفريد، والأفكار النادرة.

إذ لن يشفع للكاتب سوى قلمُه، ولن يغني عنه ما يسبغ عليه الإعلام من ألقاب ولو رام أبواب السماء بسلّم؛ يبقى الزمن المجرّد من كلّ غاية والمنزّه عن العواطف والمؤثّرات والعلاقات، هو الناقد الأكبر الذي لا يحتفظ بذاكرته إلا بكل ما هو سليل القلم الخالد، وكل ما له مقومات البقاء من الكلام الحيّ الذي لا يموت، مثلما يعيد إلى حجمه الطبيعيّ كلَّ من نفخه الإعلام يومًا.

أما في باب المداخلات فكانت مداخلة رئيسة  مع د. أليف فرانش عن الرواية عنوانها:”الصوفيّ والقصرقراءة التاريخ واستقراء الحاضر: القناع والتوازي، قال فيها إنّ كتابة رواية تاريخيّة، أو رواية تتّكئ على الحدث التاريخيّ تتطلّب ذكاء من الكاتب، بل ذكاء مضاعفًا؛ فالرواية بشكل عام تحتاج كاتبًا ذكيًّا يشغل مخيّلته، فيشعل الحبكة بتفاصيلها، ليخلق العالم الروائيّ، أو الواقع الروائيّ، وقد يفلت لمخيّلته العِنان، فيحيك الواقع على ما يرتئيه. أمّا في الرواية المتّكئة على الحدث التاريخيّ فعلى الكاتب الالتزام بحقائق قائمة، ما يتطلّب منه ذكاء مضاعفًا في اجتراح الخيال الملائم والمناسب ليتوافق مع الأحداث التاريخيّة؛ وعليه فالتوليفة التي ينسج بواسطتها الأحداث ويربطها بالشريط المتخيّل هي توليفة تعتمد على ذكاء وحنكة لا يتقنها الكثيرون، وإضافة إلى الذكاء المطلوب؛ وقد انعكس ذلك في المعلومات التاريخيّة والجغرافيّة والدينيّة والسياسيّة والبناء، والشخوص، واللغة. لقد تعاطى الكاتب بمنتهى الدقّة، الرقّة والاحترام للحقائق التاريخيّة التي بحث في أمّهات الكتب عن مصداقيّتها قبل أن يسجّلها كركيزة للعمل الروائيّ، جاءت الرواية مليئة بالتخييل الدراميّ وصمّم شخصيّة البدوي بحرّيّة لتلائم الخطاب الروائيّ وتضفي عيها المزيد من الغموض والغيبيّة التي تكتنفها أصلاً لتُشعل خيال القارئ، وتثير تساؤلاته. تميّزت الرواية بالأحداث والخاتمة السعيدة المتفائلة.

 وأنهى مداخلته قائلًا: إذن يقول كاتبنا: “علينا أن نكون أذكياء حكماء، وألا نقصر عن الاستفادة من دروس الماضي وعبره، إذا أردنا حياة أفضل. هكذا يكون الصوفيّ صوفيًّا حقًّا، ولا يبدر عنه قصور بل إنجاز واستخلاص للعبر. وهو المطلوب من العرب اليوم.

في الختام كانت الكلمة لدكتور أحمد رفيق عوض الذي شكر بدوره القائمين على النادي وأعرب عن سعادته بالتواجد في حيفا قائلًا:”أريد أن أقول إنّ نادي حيفا الثقافي إنما يستأنف الدور الثقافي والحضاري والتاريخي للساحل الفلسطيني الذي كان على الدوام يرسخ هوية الناس والتراب. حيفا التي كانت تضاهي الاسكندرية وبيروت وأثينا ومرسيليا. حيفا التي كانت تربط بين دمشق وبغداد والحجاز. حيفا التي كانت ومنذ تنسم الإنسان هنا أول هواء وأول شعاع كانت منارة ودارة للإبداع والفن والانجاز. نادي حيفا الثقافي يجمع ويحضن ويؤسس. يعيد ما تهشم ويصوغ ما ضاع أو دخل الضباب. يطرح مقولة الوضوح والقوة وينأى عن الملتبس  أو المرتبك.

التي استمرت عدّة سنوات لشحّ المصادر، وتطرّق لسيرورة في حيفا الوردة رأيت عربًا يؤكدون هويتهم بطريقتهم ويعيشون صمودهم  بأسلوبهم. رأيتهم يواصلون الحياة لأنها مهنتهم الوحيدة”.

وتحدّث عن الرواية وكتابتها كتابتها ومتعته بتناول موضوع جديد واستثنائي يتناول حقبة تاريخيّة قديمة ليواجهها مع واقعنا اليومي والمُعاش والصراعات الدينيّة والاجتماعية والسياسيّة وتداعياتها.

هذا وشارك الحضور بمداخلات قصيرة وأسئلة ومنهم المحامي عزام الهشلمون- مستشار الوزير لشؤون القدس، والدكتور باسم الخالدي- المستشار السياسي في مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة، الشاعر هادي زاهر، الشاعر أنور سابا  وغيرهم .

يجدر بالذكر أنّ برنامج صباحنا غير في فضائيّة مساواة الفلسطينية، وضمن زاويته الثقافيّة، خصّص حلقة يوم الإثنين 30.07.2018 للرواية والأمسية استضاف فيها كاتب الرواية د. أحمد عوض عبر السكايب بمشاركة المحامي حسن عبادي.

بالتوقيع على الرواية والتقاط الصور اختتمت الأمسية على أن  نلتقي الخميس القادم 09.08.18 في أمسية ثقافية لأحياء الذكرى الثانية والأربعين لمجزرة تل الزعتر بمشاركة د. يوسف شحادة، وإشهار كتاب “إيقاعات زمن مختلف” عن توفيق عبد العال بمشاركة الفنّانين زاهد حرش وظافر شوربجي، ويرافق الأمسية وصلة غناء ملتزم يقدمها الفنان ألبير مرعب، معرض لوحات فنيّة بريشة الدكتور يوسف عراقي والفنّان الراحل توفيق عبد العال  وعرافة المحامي حسن عبادي

بقي أن نذكر أن الأمسية أقيمت برعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني- حيفا.

خلود فوراني سرية

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .