بمزيد من الأسى ، ننْعَى اليكم المأسوف عليها (الديمقراطية الإسرائيلية) دون أن تُتمم واجباتها العنصرية والفاشية.. فيا أسفي عليك وخسارة شبابك يا بنت الحسب والنسب الصهيوني.. فالمصاب أليم والوقع جَلل. (دايم الله، أعطوني محرمة تَ أمسح دموعي) وتجمّلوا بالصبر أيها الأحبة، ولا تنسوا أن المشاركة في المظاهرة عفوا في (الأجر)، مآجرة.. فيشكر “ابو خيمه زرقا” سعيكم، خاصة اذا قمتم بغسل الجنازة، ولو بالتراب تيمّمّا، وتلبيسها أحلى “بدلة موت” وتدثيرها بالرياحين وتوديعها بالقبل والتناويح والعتب لأنها لم تحرق الاخضر واليابس قبل تشييعها الى مثواها الاخير هذا، وذلك “جقارة” بمن تمنى أن تكون “رِجلها عقفه” و لسان حاله يقول، “الى جهنّم وديار البّلا”، وكأنه لا يعرف ان بلادنا صغيرة والقوانين فيها كثيرة معذرة اقصد المقابر فيها كثيرة وعذاب القبر لا يرحم من مثلها ..
سلامة رأس الجميع ولا تنسوا انه لا يقال على الميت غير الكلمات الطيبة، فطيب الله ثرى الفقيدة واسكنها فسيح جنانه وخفف عن من هم “من عظام الرقبّة” و”منّا وفينا” معط الشَعر وشَق الثياب، خاصة وأن المسكينة راحت، يا حرام الشوم، في وغّر قانون امر فأتمر، وطالعة ريحته، وعليه اعتبروا يا أولي الألباب وتذكروا قولة المثل: “من رافق الدست لا بد ان يتشحر”.
اما انا ومن جهتي، فقمت ولوجه من في السماء، متوشحا (بصبر ايوب) بتشريح الجثة على نفقتي الخاصة ،فأكدوا لي في معهد الطب العدلي في (اورشيلم القدس)، عفوا مرة خرى، اقصد في “ابو كبير” في ضواحي تل ابيب، أن المرحومة كان “يلّفي عليها”، العديد من الزبائن ويعزفون لها موسيقى على (سكسـ.سفون) النفاق القومي ويزينونها بمختلف المساحيق التجميلية وما الى هذا من “دكور ومنكور وفيّن” وتكذيب كونها تعاني من (+) في دهنيات التطرف و(-) في فيتامين المساواة وارتفاع كبير في درجات حرارة المثل القائل، “أصلك فعلك يا خروب” .
ملاحظة: تقبل التعازي والاخذ بالخاطر في الكنيست الإسرائيلي.
والبقية بحياتكم
مفيد مهنا