فنان من بلدي: التشكيلي فؤاد محمد اغبارية

شاكر فريد حسن
فؤاد محمد اغبارية فنان تشكيلي من قرية مصمص، فرض ذاته وحضوره في المشهد الفني الفلسطيني في هذه البلاد، وشاب طموح يعمل معلم للسياقة، عشق الفن والرسم منذ الصغر، ولقي تشجيعًا من أهله ومعارفه واصدقائه وأهل بلده.
شارك فؤاد في العديد من المعارض الفنية الفردية والمشتركة في البلاد والضفة الغربية( طمرة والبيرة وام الفحم )، وفي اواخر الشهر المنصرم أقيم له معرض خاص تحت عنوان ” حلو حار ” في صالة الفنون بأم الفحم.
يستخدم فؤاد في الرسم الألوان الزيتية على القماش والخشب وورق الدوبلكس والاكريليك، وأسلوبه قريب من أسلوب الفنان العالمي فان جوخ باستخدام أقل الألوان للتعبير عن مضمون العمل الفني.
ورسوماته تأخذ نمط المدرسة الواقعية، وتجمع بين الأرض والسماء، وتنتمي الى الفن الايديلي، إذ أنها تصور الحياة الفلسطينية الريفية البسيطة، وتركز على المكان والأجواء القروية.
وهو يستمد الهامه الفني الابداعي من الطبيعة المحيطة ببلده ومسقط رأسه مصمص، ومن ذكريات الطفولة، فيرسم الحقول الصفراء، والطبيعة، وأشجار الزيتون وقطعان الماعز والمواشي وهي في المراعي، وبقايا الصبار في اللجون بكل ما يمثله ويجسده ك من بقاء وصمود وانزراع في الأرض وتمسك بتراب الوطن والهوية، ويتألق في توظيف قصائد شاعر فلسطين وأمير القصيدة المقاومة الراحل محمود درويش ” في حضرة الغياب ” و ” جواز سفر ” و ” ما وراء الحدود “.
بالاضافة الى ذلك فان فؤاد يجيد ويتقن رسم البورتريهات واللوحات ذات الطابع السياسي الساخر .
ما يشد في لوحات فؤاد اغبارية انها من وحي الماضي، ومستوحاة من أجواء الريف، ذلك العشق الذي يربط فؤاد مع بيئته الريفية القروية التي توحي اننا أمام مشاهد نشتم منها روائح المكان الذي تنبعث منه رائحة الزعتر البري والسنابل والقمح، كأنها لم تفارقه في يومًا. ولعل استحضار المكان في أعماله تأكيد على العلاقة العضوية الوطيدة التي تربط بين عبق الماضي ولوحاته التشكيلية.
يقول فؤاد اغبارية عن أعماله الفنية: ” تتمحور أعمالي الحديثة حول المكان وأبعاده، محاولة مني لاسترجاع المكان وادراجه في الحاضر القائم بايحاءات ما زالت تمنح ذلك المكان وهو يتطابق مع محاولات وأفكار خجولة طرحت على مساحات بعض اللوحات، كمحفزات تتعلق بطفولته في قرية مصمص، حيث تعاد صياغة الماضي كله في بناء وتصميم جديد، كل ذلك ضمن نهج مدرك لعملية التفكيك والتركيب باسلوب مميز “.
فؤاد اغبارية فنان قدير ومجيد، وهو قمة في العطاء، ولوحاته آية في الابداع والتميز.
وانني اذ أحييه على جهوده الفنية أشد على يديه واتمنى له مستقبلًا مشرقًا، ومزيدًا من التألق.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .