نظم المركز العربي للتخطيط البديل يومًا دراسيًا بعنوان “المستجدات التخطيطية في البلدات العربية” تناول فيها مناقشة التطورات التخطيطية الأخيرة في البلدات العربية بمشاركة عشرات المهنيين ورؤساء السلطات المحلية، وممثلي اللجان الشعبية والجمعيات والمؤسسات الفاعلة في المجتمع العربي. افتتح اليوم الدراسي مدير المركز، سامر سويد مرحبًا بالمشاركين والضيوف، ومؤكدًا على أهمية تعزيز الحوار المهني بين السلطات المحلية والطواقم المهنية، والتداول حول المستجدات والتجديدات الحاصلة في مجال التخطيط والبناء، وهو ما يهدف اليه هذا اليوم الدراسي.
وكان المحور الأول حول المواصلات العامة، حيث قدمت مخططة المدن هبة بواردي عرضًا محوسبًا حول خطوط المواصلات العامة في عيلبون وعرابة، بيّن تفاصيل ونواع الخطوط القائمة، وتوزيع المحطات وتفصيل المحيط الذي تخدمه كل محطة، ومدى الحاجة الى توسيع خدمات المواصلات العامة لتغطي كافة المناطق السكنية في عرابة وعيلبون، كنموذج للبحث.
وقدم مركز الاعلام في المركز شادي خليلية عرضًا حول الاستطلاع العام لخدمات المواصلات العامة الذي تم اجرائه في عيلبون وعرابة، لفحص مدى رضى الجمهور من مستوى خدمات المواصلات العامة المقدمة لهم، ومدى استخدام المواصلات العامة كوسيلة للتنقل داخل وخارج البلدة. وأشار خليلية الى استعداد المركز لتعميم تجربة الاستطلاع العام لمستوى خدمات المواصلات العامة، والتعاون مع السلطات المحلية لإجرائه في كافة البلدات، والاستفادة من هذه الوسيلة الناجعة لتطوير وتحسين خدمات المواصلات العامة المقدمة للجمهور.
وكانت الجلسة الأولى حول المخططات المستعجلة (الفاتمال) – بين تجاوز عقبات التخطيط وصعوبات التنفيذ على ارض الواقع! ترأسها رئيس المركز د. حنا سويد، الذي قدم شرحًا مهنيًا حول هذا النوع من المخططات التي تهدف الى تسريع إقرار مخططات البناء، مؤكدًا على ضرورة الاستفادة منها، ومنوهًا الى تضخيم الأرقام من قبل الجهات الحكومية، والإعلان عن الاف الوحدات السكنية، لكن الحقيقة ان هذه المخططات لم تنتج أي مخطط جاهز للتنفيذ الا في طرعان لغاية الان، ونحن نراقب ونتابع سير وتقدم هذه المخططات، ونرشد السلطات المحلية في كيفية تذليل العقبات المختلفة وهي كثيرة.
وتحدث رئيس مجلس طرعان المحلي عماد دحلة عن المخطط المستعجل – فاتمال طرعان، الذي تم اقراره والمصادقة عليه، والصعوبات والتحديات المهنية التي واجهت السلطة المحلية حتى اقراره. وتطرق الى الرؤية التخطيطية الشاملة التي تم وضعها بمشاركة الطواقم المهنية للنهوض بقرية طرعان واستمرار تطورها المستقبلي، واعداد المخططات التوجيهية والتفصيلية.
وشارك في هذه الجلسة درور بويمل من جمعية حماية الطبيعة، ممثل الجمعيات البيئية في لجنة إقرار المخططات المستعجلة – الفاتمال، الذي أكد على ضرورة الالتفات للجوانب البيئية في اعداد المخططات، والحفاظ على المناطق المفتوحة وتطوير المناطق الخضراء.
وتطرق مهندس بلدية طرة أمين سهلي الى المخططات التي قدمتها بلدية طمرة والى الصعوبات التي يواجهونها في إقرار هذه المخططات بسبب معارضة مجلس مسجاف، وعدم تعاون الدوائر الحكومية في إقرار هذه المخططات والمصادقة عليها لاخراجها الى حيز التنفيذ. وعرض نماذج تخطيطية للمخططات المستقبلية لمدينة طمرة، مؤكدًا على الحق في المسكن والتطور العمراني لمدينة طمرة الواقعة في قلب الجليل، ورؤية البلدية للنهوض بالمدينة ومواصلة تطورها.
وكانت الجلسة الثانية حول المخططات الشمولية، والرؤية المهنية تجاهها، هل هي حاجة تخطيطية؟ ام وسيلة لتبرير المماطلات؟ ترأست الجلسة المهندسة رنين عودة من المركز العربي للتخطيط البديل، حيث عرضت شرحًا مفصلاً عن المخططات الشمولية التي يتم استخدامها في السنوات الأخيرة كوسيلة للتخطيط التوجيهي. واستعرضت عودة المشاكل والصعوبات التي تواجه إقرار هذه المخططات، وعدم صلاحيتها باستصدار رخص بناء، وعرضت على المشاركين في الجلسة عددًا من الأسئلة حول هذه القضايا وسبل تطوير المخططات الشمولية.
وتحدثت مهندسة لجنة التنظيم والبناء وادي عارة د. عناية بنا – جريس عن إيجابيات وسلبيات المخططات الشمولية، وان المخطط الشمولي يجب ان يكون توجيهي وعام بدون الدخول في تفاصيل التخطيط. وانه يجب منح لجان التخطيط في البلدات العربية صلاحيات لاقرار مخططات تفصيلية بموجب المخططات الشمولية، لتسريع وتنجيع عملية ومسارات التخطيط، وتقليل العقبات امام اصدار رخص البناء والتسهيل على المواطنين.
وتحدثت مهندسة مجلس كفرقرع المحلي ايناس خورشيد فاهوم، عن أهمية إيجاد الحلول السريعة للمشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن، ومعالجة قضايا البنى التحتية، وتقليل العقبات التخطيطية. وأكدت على ضرورة وضع حلول عينية تفصيلية لتذليل العقبات العالقة، وإقرار تسهيلات وتوجيهات تساهم في تخليص المواطنين من المشاكل طويلة الأمد.
وتحدث رئيس اللجنة اللوائية- حيفا ايتمار بن دافيد عن أهمية اعداد المخططات الشمولية ومساهمتها في وضع الحلول التخطيطية التوجيهية، وأكد على ضرورة اعداد مخططات من هذا النوع في كافة البلدات العربية في لواء حيفا. وقال ان المخططات الشمولية هي وسيلة ناجعة لتسهيل اعداد المخططات التفصيلية، لانها تضع الخطوط العريضة للتخطيط العام، وتساهم في تحديد الرؤية المهنية وتطوير كافة المناطق في كل بلدة.
واختتم اليوم الدراسي بتطلعات مهنية نحو تطوير الافاق التخطيطية واستكمال الحوار المهني حول القضايا التي تم مناقشتها، من اجل تعزيز الوعي والمشاركة الفعالة لكافة الاجسام والمؤسسات التي تعنى بقضايا التخطيط والبناء والتطور العمراني. واشتمل اليوم الدراسي على حوارات ومشاركات من قبل الجمهور بعد كل جلسة.
وأكد المركز العربي للتخطيط البديل على أهمية مواصلة تعزيز الرؤية التخطيطية الشمولية واستخدام كافة الوسائل والاليات لتطوير مسارات التخطيط وتنجيعها وطرح البدائل المهنية المتطورة وعرض تحسينات على المسارات القائمة، من اجل تسهيل منالية الحق في المسكن والحق في التطور العمراني للبلدات العربية، وتذليل العقبات في مختلف المسارات التخطيطية وملائمتها لاحتياجات وخصوصية البلدات العربية.