خـطــــوط الــــزوال شعر : د. يوسف حنا 

جالساً على هذه الصخورِ المهجورة
والمساءُ يعيد الصمتَ…
دمعةٌ من هنا وأُخرى من هناك،
على مدنٍ فقدتْ شرايينها
شريان بعد شريان ..
وقرىً فتكتْ بها قُزْحٌ شرهة …
مساحاتٌ من العذاب كلّ يوم
لم تُبقِ أبعاداً في المكان،
بين أرضٍ وسماء
غيرَ بُعد القتل والفوضى…
***
مساحاتٌ من العذاب
وأَحياءٌ خرجوا  من ليلِ الحديد
يقطعون رأسَ كلِّ كلمةٍ
تخرجُ من فمِك ،
بمقصلةِ حائطٍ جديد…
إمبراطوريةُ الحوائطِ لا تنتهي
إنها بعد نعاسٍ طويل
تنشرُ في وَضْحِ النهارِ
أشباحاً لا تُطاق..
وحين ترحلُ للحاقِ بصمتِك
 يخلو المكانُ مِمّا لستَ أنت
لتحفظَ الموتَ عن ظهرِ قلب
وتُترَكُ وحدَك في خيالِكَ الخصب
الخصبُ جداً كإعلان الإنتحار..
 كشجرةٍ تستمتعُ باستئصالِ نفسِها بنفسِها
وفي صوتِكَ تتكدّس أكوامُ وَداع…
***
قبل أَن تنامَ خطوطُ الزوال..
تواصلُ صفاراتُك الحادّةُ صراخَها
حتى تُصابُ آذانَ الزمنِ بالصمم
وما عادَ يُزهرُ جَدل
إلّا فوق رمادِ الحطام …
قبل أن تنامَ خطوطُ الزوال
تؤدّي صلاتَك في عشقِ الأُفُق
وترسُمُ في رَمادِ الفضاءِ،
شيئاً يبتسمُ في نعاسِ العالم …
وعلى مسرحِ الأفقِ المقفر
غروبات مهيبة ..
تنتزعُ من باطنِ اليأسِ
بصائرَ طريقٍ عظيم..
لشعورٍ متعدّدِ الأَلوان
يجعلُ الأرضَ
أهلاً للسكنى !
الناصرة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .