ألين محمد اغبارية شاعرة وكاتبة وناشطة في المجال الاجتماعي والتربوي، من مواليد أم الفحم وتقطن فيها، شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية والثقافية، وكانت مرشحة لعضوية بلدية أم الفحم العام ٢٠١٣، وعملت مربية أطفال وسكرتيرة في البلدية. كذلك شاركت بطباعة واصدار عدد من الكتب لشعراء فحماويين منهم مسلم محاميد ومحمد خضور وسهيل سليم.
ألين محمد عشقت الكلمة منذ الصغر، وتميل الى كتابة القصيدة باللغتين الفصحى والعامية، وحين كانت طفلة في الثالثة عشرة من عمرها شاركت بمهرجان للمبدعين وحصلت على شهادة وجائزة، وهي تجيد كتابة الومضة الشعرية.
ألين تعيش هموم شعبها، وتتابع ما يحدث في بلدها ومجتمعها ووطنها، وتعتبر نفسها صوت الذين لا صوت لهم، وفي نصوصها تخاطب الانسان، وتتناول قضايا شعبها المنكوب وهموم وطنها وبلدها، وتحاكي هموم المرأة الفلسطينية والعربية، ويحتل الأطفال جزءًا كبيرًا في أشعارها.
وحين نقرأ نصوص ألين محمد نحس بأنها تنبع من روح انسانة شاعرة رقيقة مرهفة الحس ومثقفة غيورة على مجتمعها ومستقبل أبناء بلدها وأطفال فلسطين، وتهدف الى التقدم بشعبها الى الأمام.
وينبع الجمال في قصيدة ألين من نبض الكلمات وفيض الأحاسيس والمشاعر الرهيفة النابعة والصادرة من عمق الوجدان، وهي تحاول أن تعبر عن الواقع الاجتماعي والسياسي والحياتي المؤلم، وتعكس هموم وتطلعات المرأة الفلسطينية عبر واد من الكلمات المفعمة بالحياة، معتمدة البساطة في التصوير.
انها ترسم لنا عالمها الخاص وأحلامها المعاشة في الحاضر والمستقبل، وترى المستقبل ربيعًا مزهرًا بألوان الأمل والحب، رغم كل شيء.
وغني عن القول أن كتابات ألين هي تجسيد لأحاسيس صادقة تحاول زرعها كأنها تزرع أزهارًا في حديقة، فهناك أزهار الألم والوجع، والفرح والأمل.
وما يميز هذه الكتابات العبارة البسيطة الواضحة السلسة، واللغة الحية النابضة بالحياة المعبأة بنار القصيدة، فهي تكتب فقط ما يتوافق مع نبضها واحاسيسها الجياشة وفكرها المتنور المتقد، وتعيش معاناة الآخرين، وترسم الصورة الحقيقية للواقع وتدعو الى تغييره.
ألين محمد اغبارية سلطانة نفسها، بعزتها وعنفوانها وتمردها ومبادئها الوطنية، انها امرأة استثنائية متمسكة بالقيم التربوية والجمالية، وكما تقول سيدة النساء، لا تعرف الانحناء، وفلسطينية عاشقة للبقاء.. فلنسمعها تقول في قصيدة جميلة لها بعنوان ” نعم سلطانة “:
قد أهديتك قلبي فأسكنت به الأحزان والبلاء/ وأهديتك قصائدي فنزفت حروفها هجرًا وجفاء/ أسكنتك مدني ونثرت بأرض الأحلام فباتت عجفاء/ دعني أخبرك عندما تمتطي الشموع فقلبي يكسر الضياء/ فأنا أنثى لا تعرف الكذب والرياء/ هل غاب عنك أني سيدة النساء ؟؟!
ألين محمد اغبارية شاعرة واعدة تشق طريقها وتفرض حضورها في المشهد الثقافي الفحماوي والمحلي والفلسطيني بخطوات بطيئة، ولكنها واثقة من نفسها ومن جدوى كتابتها وأسلوبها الهادىء، مستفيدة من تجارب الآخرين ومن قراءتها الأدبية والشعرية، وهي تأخذنا بصوتها الرقيق وموسيقاها وايقاعها ومضامينها الى عالم جميل بعيدًا عن عالم الصخب والعنف والدماء، وتحلق بنا نحو فضاء الحرية والفرح والسلام والمحبة.
تحياتي الى ألين محمد اغبارية، متمنيًا لها مستقبلًا شعريًا باهرًا ، ومزيدًا من العطاء والتألق، ودام نبض يراعها وبوحها واحساسها الدافىء.