كتب: شاكر فريد حسن
” تحت خط ٤٨ عزمي بشارة وتخريب دور ” النخبة الثقافية ” هو عنوان كتاب للدكتور عادل سمارة، احد أبرز المفكرين والمثقفين الفلسطينيين الرافضين لاتفاق اوسلو، والمعروفين بمواقفهم غير المهادنة الرافضة للتطبيع والمساومة.
وكانت قد صدرت طبعتان من هذا الكتاب، الأولى في بيروت عن مكتبة بيسان، والثانية في جت المثلث عن دار شمس للنشر.
والكتاب جاء في ٢٠٦ صفحات، وموزع على احد عشره فصلًا.
وهو عبارة عن سلسلة مقالات كتبت على امتداد عشرين عامًا، ومرتبة بتسلسل زمني من ناحية تاريخ النشر، ويشكل محاورة مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ويعري مواقف وممارسات ومسلكيات عزمي بشارة ، افلاطون الدوحة وصبي الموساد، ودوره التخريبي في شراء المثقفين بالمال النفطي القطري، الذي اختار الدوحة بلد مأمون المناخ الأمني والسياسي والثقافي والعسكري وهو قطر، لأنها بعيدة عن مرمى القومية العربية وباتت محمية امريكية.
وبكتابه هذا يرسي سمارة نموذجًا جديدًا في الكتابة النقدية الحادة اللافتة للانتباه من حيث الشكل والمضمون، ويذكرنا باسلوب رسام الكاركتير الفلسطيني الشهيد ناجي العلي اللاذعة.
ونجد ان سمارة على معرفة شخصية بعزمي بشارة بدءًا من العام ١٩٧٨، وكانا عملا معًا في لجنة مناهضة التطبيع واشتركا معًا في اصدار العدد صفر من مجلة ” فصل المقال”.
وما يميز الكتاب العمق والجراة في الطرح، ما لم يعهد من قبل في كاتب ومفكر ومثقف عودنا على أن يركب الصعاب، ولم يجعل من قلمه للايجار. وقد يكون في اعادة طباعة الكتاب دلالة واضحة على التعطش لدى القراء والمتلقين في فضح المزيفين
وجلاء الحقائق وسقوط الأقنعة عن ” مثقفي” المؤسسة، الذين باعوا انفسهم في أسواق التدجين .
والكتاب يستحق الاهتمام والمراجعة والقراءة .