لم ينتبه أحد الى ان هذه الكرامة في خطر يوم طمع والدي بأموال رجل يكاد يكون في سنه، ودفعني الى الزواج منه معتبرًا ان “سترة البنت في زواجها” دون أن يعير أي اهتمام لطموحاتي ولفوارق السن بيننا فملأ جزدانه وأقنعني أن “الزواج قسمة ونصيب” وان زوجي رجل “شبعان” ولا أحتاج في حياتي لـ “قشة مكنسة”.
بالفعل لم احتج الى شيء بل احتجت الى مجهود حتى أقنع نفسي بهذا الواقع والى معاناة كبيرة كي أبدو، على الأقل أمام الناس، كزوجة اعتيادية.. لكن الاهمال وفوارق السن وأشياء أخرى أخذت تتدخل هي الأخرى في شؤون حياتي وأخذت أشعر بأني مظلومة واني كنت أستطيع الزواج من أحسن شاب ، لولا طمع أبي وسكوت الأقارب. لكن رغم هذا وذاك فأنا انسانة لها حياتها الخاصة وطموحاتها ويحق لي أن ألبس على الموضة وأغار من غيري “وأشوف حالي” … فبدأت الوشوشة من حولي وأخذت عيون الناس تلاحقني وكنت أسمعهم، في داخلي، يتهامسون: “الله يستر على بنات الناس” “خوذ عن الام ولم”! وكثيراً ما كانوا يمزحون مع زوجي قائلين باعجاب: “حط الفلوس بتيجي العروس”.
وأنا “حطيت الحزن بالجرة” خاصةً وأنهم في العائلة غضوا النظر عن طمع والدي وأخذوا يعتبرونني “خفيفة” واني “سارة سارية ومروح جمل دلعونا” الى درجة تهديدي بالتلفون قائلين: اذا كان اخوتك بدون شرف فهناك من سيتولى الأمر وسوف لا يسمحون لواحدة “مهترية” مثلك أن تلطخ شرف العائلة(!!).
مع انني لا أريد فضائح الا أن هناك من “لا يرى الخشبة في عينه ويتضايق من القشة في عيون الناس”. أو كون هذه العائلة أو تلك لا تتأثر سمعتها عندما يسمسر شخص أو أكثر منها على أراضي الناس وكيف “ينكس” راس الحمولة لمجَرد تصرفات هذه المرأة أو تلك الفتاة ويبقى رأس العائلة مرفوعًا رغم تصرفات هذا العميل أو ذاك النصاب ..
أرجو ان لا تأخذوا عني فكرة وكأني بنت شوارع أو “سايبة” لكنني أرفض مقولة “الضلع القاصر” وأن لا أرفع نظري من الأرض وأبدو كالميتة بدون مشاعر. ومع هذا أخشى في الوقت ذاته أن يلحق بي الدور وأكون مثل “عروس النهر” ويقدمونني قربانًا على مذبح ما يسمى بـ “شرف العائلة”.