مسابقة في فنّ الخطابة بالعربية بين مدارس حيفا بمبادرة نادي روتاري ستيلا ماريس وجمعية التطوير الاجتماعي
خلود فوراني سرية-
في حفل مهيب حضره جمهور غفير من أهالي طلاب مدارس حيفا العربية، معلميها، إداراتها، طواقمها ومعنيين باللغة العربية ورُفعتها، نظمته جمعية التطوير الاجتماعي ونادي ستيلا ماريس حيفا، أقيمت مسابقة بين طلاب مدارس حيفا ضمن مشروع بتجربته الأولى “الخطيب الصغير بالعربية”، وذلك يوم الاثنين 14.05.2018 في دار بلدية حيفا.
أدارت المسابقة وتولت عرافتها بلباقتها المعهودة وأنيق حرفها السيدة خلود فوراني سرية والتي عملت على تركيز هذا المشروع من قبل جمعية التطوير الاجتماعي.
إيمانا بضرورة صهر حاجز الجليد بين طلابنا ولغتهم الأم وعلى ضوء ما آلت إليه لغتنا والتحديات التي تواجهها، استهلت كلمتها بمطلع قصيدة الشاعر اللبناني حليم دموس “لا تلمني في هواها”. ثمّ رحّبت بالحضور قائلة: “مساؤكم عربي بامتياز. مساؤكم لغة ولسان وخطابة وفصاحة وجزالة وبيان. هي العربية يا سادتي. تجمعنا تحت هذا الصرح ورايتنا موحدة أن ما سقطت أمة يوما إلا بعد أن سقطت لغتها من ألسنتها”.
تلاها رئيس نادي روتاري ستيلا ماريس د. حاتم خوري في كلمة له في للمدارس المشاركة إدارةً ومعلمين وطلابا وأهالي، وقد أشار في هذا السياق إلى أننا كنا قد توجهنا إلى جميع المدارس العربية في حيفا بدون استثناء للمشاركة في هذه المباراة، خمس مدارس منها تجاوبت. على أمل بان يتجاوب الجميع في مباراة السنة القادمة لما فيه منفعة لطلابنا ولغتنا الأم.
أما في كلمة المديرة العامة لجمعية التطوير الاجتماعي المحامية جمانة اغبارية همام فأشارت إلى نوعية هذا اللقاء لتسليط الضوء على شباب وشابات يافعين ويافعات ينطلقون في سماء الخطابة والإلقاء بأجمل لغات شعوب العالم، اللغة العربية. كما نوّهت بأسف إلى حقيقة تردي لغتِنا الأم قولا وكتابة، فما كانَ أمام جمعية التطوير الاجتماعي إلا أن تهِمَّ بالتفكير المجدد بوسيلة لإعادة الاعتبار للغتنا والذي تجسد من خلال هذا المشروع. ومحاولة تطوير هذه التجربة الناجحة للمضي بها في مطلع السنة الدراسية القادمة.
هذا وكانت لرئيس وحدة النهوض بالتعليم العربي في بلدية حيفا د. ماجد خمرة كلمة قدم فيها تحيته للمشروع والقيّمين عليه، عبر فيها عن مباركة الوحدة للمشروع واستعدادهم لدعمه السنة القادمة.
شارك في المسابقة 14 طالبا وطالبة الذين وصلوا للنهائيات من المدارس المشاركة:
الكلية الأرثوذكسية العربية، راهبات الناصرة، الكرمل للآباء الكرمليين، ألأحمدية الكبابير والإيطالية تيراسنطة.
يجدر بالذكر أن الخطابات تنوعت بمواضيعها الاجتماعية المختلفة بحيث حُدّدت مدة كل خطبة أربع دقائق وقد كانت الجائزة للفائزين بالمرتبة الأولى عبارة عن كأس يرمز للخطابة. ويُشار الى أن الإعلان عن الفائزين تم وفق معايير خاصة بفن الخطابة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل طالب وطالبة شاركوا بالمسابقة ومنذ مراحل التصفيات الأولى في المدارس، والذين لم يتسن لهم الوصول للنهائيات قد بذلوا جهدا مباركا وقدموا أفضل ما عندهم احتراما للغتنا. وقد فاز عن المرحلة الابتدائية الطالب بدر خالدي من الصف السادس من مدرسة الكرمل للآباء الكرمليين وخطبته بعنوان ” الاختلاف والتساوي”.
وعن المرحلة الإعدادية فازت الطالبة رنا هلّون من الصف الثامن من مدرسة راهبات الناصرة وخطبتها بعنوان ” القيادة الشبابية”.
أما عن المرحلة الثانوية فقد فازت الطالبة سينا كبها من الصف العاشر من الكلية الأرثوذكسية العربية وخطبتها بعنوان ” قوة الكلمة”.
يجدر بالذكر أن جميع الخطباء المشاركين قد ألهبوا أحاسيس الحضور والمحكِمين بخطبهم، أدائهم، اعتدادهم بنفسهم وسلامة لغتهم وقد حاز الخطباء على شهادة تقدير خاصة وميدالية.
وفي كلمة عاجلة لد. راوية بربارة بعد سماع الخطابات، هنأت بوجود هذا المستوى الراقي من التعامل مع اللغة العربية مستبشرة أن لغتنا بخير ومستقبل واعد مع جيلنا الصاعد.
وفي الختام نوهت فوراني سرية أنه وبناء على انطباع المعلمين المشاركين بالمشروع من المدارس المختلفة وخلال العمل مع طلابهم على الموضوع قد تقدم للمسابقة عدد كبير من الطلاب ما كشف عن مواهب مكمونة لدى الطلاب تثلج الصدر شاكرة كل من تعاون لإنجاح المشروع بدءا بمعلمي ومعلمات العربية الأفاضل الذين أعطوا من وقتهم الخاص وبذلوا جهدا استثنائيا للنهوض بالمشروع، إيمانا منهم بأهمية تذويت وتحسين ملكة لغة الأم لدى طلابنا العرب لأن اللغة، لغتنا العربية، هُوية وانتماء.
ثم شكرت لجنة التحكيم بأعضائها الأربعة الذين لولا تعاونهم وتحكيمهم المهني والموضوعي بموجب معايير محددة لما كُتب للأمسية النجاح: د. صالح عبود (محاضر جامعي ومُدرّس لغة عربية في مدرسة عيلوط الإعدادية ومختص في فن الخطابة)، د.راوية جرجورة بربارة (مفتّشة مركّزة للّغة العربيّة في المجتمع العربيّ في وزارة المعارف، أستاذة جامعية ومرشدة في قسم المناهج التّعليميّة)، أستاذ توفيق جبارين (عمل مفتشا للبرامج العربية في التلفزيون التربوي والإعلام في المدارس العربية ومركزا لإرشاد اللغة العربية في لواء حيفا قبل خروجه للتقاعد) والمربية ليلى سمعان عواد (معلمة مُركّزة ومرشدة في اللغة العربية في مدرسة آفاق في كفرمندا وتدرس مساقا في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة تل أبيب).
والشكر الجزيل لجمعية الكرمل للموسيقى بقيادة المايسترو ألبير بلان على المشاركة وصلة فنية من الزمن الجميل قدمها طلاب وطالبات واعدون في سماء الفن، أضفت رونقا وبهجة على أجواء المسابقة.
بالتقاط الصور وبأجواء الحماس والفرح أُسدل الستار على الحفل على أن نواصل قدما في العام الدراسي القادم.
خلود فوراني سرية