“إذا طلعت دقن ابنك احلق دقنك” وبصراحة هذه المرة ليس الاولاد بل الاحفاد “حَلقولِي على الناشف” عندما انزلوا عن الحائط صورة سلطان باشا الأطرش وعلّقوا مكانها صورة للمغني لم افلح في لفظ اسمه، لأنهم لم يفلحوا في دق مسمار جديد لتعليق صورة معبود الجماهير فلان الفلاني.
الأمر لم يبدأ من هنا فنحن منذ مدة في مسابقة مستمرة مع الجيران:
من منا صوت مسجله أعلى ومن لديه “دسكات” أجنبية أكثر.. أما بالنسبة لاقتناء الكتب، عفوًا، ألبومات الصور والأفلام المختصة بكمال الأجسام والمصارعة فكونوا على ثقة أنه لا يوجد في البلد من يضاهينا.
لكن يوم رفعنا علم الدولة على السطح قام الجيران برفع عدة أعلام لم تقع عيني على مثل حجمها ، فوق أي بيت يهودي في البلاد . ولولا كوني بسبعة أرواح مثل القِطَط لما تحملت استمرار هذه الأوضاع خاصة بعد أن أصبح البيت مسرحًا ليقلد فيه الأحفاد الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) وما يتخلله من مقاطعات استفزازية ومشادات كلامية..
في الواقع، يا من تعتقدون أني أتغدى وأتعشى سياسة، أن اهتمامات “وزيرة الداخلية” لم تتوقف عن المعاتبات فلم تترك مناسبة إلا واقنعت من حولها بان “قراط بخت أفضل من قنطار شطارة”، وهي معروفة بأنها “تسكب الرصاص” لـ “صيبة العين” و “تسمي” لمن لحق به “عارض” ، وأكثر من ذلك لم تترك أيّا كانت من شرها :
فهذه “طُجّة” وتلك “حيّة” وأخرى بقرة وو.. وأحيانًا نتخاصم عند الجيران، وعندما نعود الى البيت يدور الضرب بالصرامي فأهددها بأني أستطيع أن أفعل كذا أو كذا فتقاطعني لتقول: خوفتني!! أي روح “بلط البحر” و “اللي بطلع بإيدك يطلع برجلك” الأمر الذي “قوى عين” الأحفاد وجعلهم يتساءلون إذا كنت أكثر من “توكي” أردد ما تقول جدتهم. وأنا لا أخفي عليكم أنه عندنا في البيت “طاسة وضايعة”واخوال وخالات الاحفاد، هذا يأتي “فارع دارع” وذاك “ينسف لصدره” وآخر “أكل ومرعى وقلة صنعة” وكما يُقال:هذه الأيام ، “بدّها الله والصبر” وعليه جلست ألوم نفسي معذرة ألوم الناس كيف ترى “المايلة” وتسكت ، وكيف يسكت الأهل عن أولادهم !! .
أما أولادي واحفادي، اسم الله ، فبنشربوا مع الميّ العكرة.. فلم أخرج احدًا من البيت، كما يجري في الكنيست، قبل أن يخرجني عن اطواري.. أولاً : لأن كلمتي لا يمكن أن تصير اثنتين (طبعا).
ثانياً: قد اضطر لسن قوانبن او الاستفتاء العام لإعادة الأرض التي “مهطناها” من الجيران، معذرة اقصد إعادة صورة سلطان الأطرش الى مكانها ومنع تسريب صور وأفلام عن كمال الأجسام والمصارعة للبيت.. والمساواة بين “الدسكات” العربية والأجنبية.. ووضع كاتم صوت للمسجل و..
وكتمت صوتي عندما تدخلت “وزيرة الداخلية” وهي تقول للأحفاد: جدكم، يخزي العين، ما بعرف،لحالو، يحل شكال جاجة، وشايف حالو، لكن هو مثل ديك الحبش، “نافش ريشو عَ الفاضي”!
(مفيد مهنا، البقيعة ـ الجليل)