سهيل عطاالله
كانت بداية العيد في شهر نيسان 1856 في استراليا ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الامريكية حيث طالب العمال بتخفيض ساعات العمل إلى ثماني ساعات.
في (1) ايار عام 1886 نظم العمال في شيكاغو وفي تورونتو الكندية اضرابا عن العمل تحت شعار: “ثماني ساعات عمل.. ثماني ساعات نوم.. ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع”، الامر الذي لم يرق للسلطات واصحاب المعامل والورش حيث شُلت الحركة الاقتصادية في اكثر من مكان. حينها فتحت الشرطة النار على المتظاهرين وأدى ذلك إلى مقتل (11) شخصا وتم اعتقال الكثيرين وحُكم على (4) منهم بالاعدام وعلى آخرين بالسجن لفترات متفاوتة.
عند تنفيذ الاعدام بالعمال الاربعة كانت زوجة (اوجست سبايز) احد المحكومين عليهم بالاعدام تقرأ خطابا كان قد كتبه زوجها الشهيد لابنه الصغير جيم:
“ولدي الصغير.. عندما تكبر وتصبح شابا ستعرف لماذا اموت.. ليس عندي ما اقوله لك اكثر من انني بريء وأموت من اجل قضية شريفة ولهذا لا اخاف الموت وعندها ستفخر بأبيك وتحكي قصته لاصدقائك.”
عام 1955 باركت الكنيسة الكاثوليكية الاول من ايار عيدا للعمال واعتبرت القديس يوسف بارا او يوسف النجار شفيعا للعمال والحرفيين. تمسّك الاشتراكيون والشيوعيون الامريكيون بهذا اليوم منظمين مظاهرات ومسيرات واحتفالات وفي عام 1958 اعلنوه يوم وفاء لذكرى هاي ماركت.
مذبحة هاي ماركت كانت يوم الثلاثاء الرابع من ايار عام 1886 في ميدان هاي ماركت في شيكاغو.. مذبحة تذكرنا بمذابح ابشع وقعت في دير ياسين وكفر قاسم وغيرهما وغيرهما على امتداد الوطن الفلسطيني..
مجازر يذبح فيها اشراف البشر على ايدي اشرار البشر. لماذا ينسى القتلة المتجبرون ما جاء في اديانهم عن قداسة العمل.. لقد وردت في القرآن الكريم (360) آية عن صلاح العمل وشرف العمل وفي الانجيل الشريف نجد (190) آية تمجد العمل والعمال.
مرحى لعمال الخير اينما وجدوا.. اللهم أَبعِد عنهم عنف العتاة الظالمين. كل أيار وأنتم بألف خير.