انا كأحد الذين يتابعون الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية، اعلاميا لا يسعني الا ان اشيد بالشيخ عندما يتكلم بالمناسبات الدينية وغيرها برفعه للمطالب والاشارة الى هضم الحقوق.. واشيد بتواضعة رغم مركزه وتأييد القيادة الدينية جمعاء له بالإضافة لما توليه السلطات الحاكمة من اهتمامات به، وعندما اعود للتسجيلات الصوتية او عبر الصوت والصورة، اجد ان تلك المطالب والحقوق المهضومة التي طرحها الشيخ ذهبت ادراج الرياح الا بعض الوعود البسيطة والادعاء انها قيد المعالجة الحكومية.
معرف ان الهيئة الدينة برئيسها الشيخ موفق تنتخب بعضها وبتدخلات سياسية وحكومية، لكني اسأل اين رؤساء المجالس الدرزية فهم المجموعة الرسمية التي بايعتها، ومن خلال التصويت السري عبر صناديق الانتخابات، معظم ابناء الطائفة الدرزية.
أين مواقفهم من القضايا الحارقة التي نعاني منها.. ويؤسفني القول انه اذا حدث أي احتقان بين ابناء الطائفة حول اية قضية تتسارع، القيادة الدينية والزمنية الى تنفيسها، ولم يقودا أي نضال حقيقي، بل كانتا (القيادة الدينية وقيادة القرى المتمثلة برؤساء المجالس) الوسيط بين الطائفة والدولة وكما يقال الحيط الحيط ويا رب الستّرة، اني اتحدى كلا القياديتين الدينية ورؤساء المجالس ولا اريد منهم معارضة التجنيد الاجباري، بل هل يتجرأون من اصدار توجيه للجنود الدروز في وحداتهم الوقوف كل بمكانه عشرة دقائق ليس اكثر يوم واحد في الاسبوع وعدم تنفيذ الاوامر بتلك الوقفات الاحتجاجية لحين توسيع المسطحات على سبيل المثال، او يطلبون من جنود الاحتياط بعدم الامتثال لهذه الخدمة دون ان تتيسر وحدات سكنية لهم وحل هذه الازمة الانسانية.
انا لا اريد ان اتطرق الى تداعيات ومضار الموافقة على اضاءة الشعلة على الصعيد العام. لكن، أَما كان احرى بالشيخ موفق بأن لا يقبل بإضاءة شعلة (الاستقلال) دون وعد قاطع من الحكومة بإضاءة اكثر من 5000 بيت في القرى المعروفية الدرزية بالكهرباء، كان اصحابها قد اضطروا للبناء على اراضٍ ورثوها عن الاباء والاجداد ومنعت عنهم الكومة التراخيص المطلوبة واليوم يضيئون بيوتهم بشكل غير قانوني لا تعترف به شركة الكهرباء لأنها برأيهم غير مُرَخّصة.. وطبعا غير مسؤوله اذا اصاب مكروه أي بيت نتيجة عطل كهربائي لأنهم يستعينون بكهرباء غيرهم . ومن لا يذكر مأساة تلك العائلة التي ادى الغاز الخارج من المولّد الكهربائي (جنريتر) الى خنق اصحاب البيت حتى الموت بسبب احتياجهم للكهرباء.
لماذا لا نتعلم من اخوتنا وابناء شعبنا المسيحيين، فعلى سبيل المثال عندما حاولت السلطات الحاكمة الإسرائيلية فرض الضرائب على الاماكن المقدسة التابعة لهم قاموا بإقفال الكنائس بما فيها كنيسة القيامة واهتزت الدولة .
أي نعم، لماذا على الاقل، لا نرفض استقبال أي مسؤول حكومي رسمي او غير رسمي، كبير او صغير، في مقام النبي شعيب قبل ان ترفع دائرة اراضي اسرائيل يدها عن المقام واوقافه وتسجيله على اسم الطائفة وليس لجمعية كما هو الحال الجاري ولمدة 49 وبملغ استهتاري بالطائفة ب 19 شيكل لا غير. بما يعني: ان الدروز مستأجرين من دائرة اراضي إسرائيل مقام نبيهم شعيب بـِ 19 شيكل!!
هذا غيض من فيض من المعاناة المسؤولة عنه دولة تحتفل بميلادها السبعين، لم يوفق الشيخ موفق طريف بموافقته على اضاءة شعلتها.