حلّ الفنان القدير والكبير، محمد بكري، ضيفًا عزيزًا على مدرسة نعمت “المريج” بطلابها ومعلميها، في لقاء حميميّ، فنيّ، ثقافيّ وإنساني، وذلك ظهر أمس، الإثنين 12/3/2018، في القاعة الرياضية في نحف. وهذه هي المرّة الأولى التي يحلُّ فيها الفنان ضيفًا على المدرسة.
استقبلت مديرة المدرسة، سوسن قدورة وطاقم معلمي المدرسة الفنان محمد بكري بتقدير بالغ لحضوره الكريم، وبتكريم عال لدوره الفني الغنيّ والهام في المسيرة الفنية للأقلية العربية في البلاد التي اجترحت معجزة الصمود فوق أرض الوطن، رغم ويلات النكبة، والتي حقّقت التطور في كل المجالات، وخصوصًا التطور الثقافي الذي يشهد له القاصي والداني؛ ومحمد بكري هو أحد أعلام هذه المسيرة المشرّفة.
بادر طلاب المدرسة إلى طرح العديد من الأسئلة التي تمحورت حول الأعمال الفنية للفنان محمد بكري وبالأخص فيلم “جنين جنين” الذي أثار زوبعة سلطوية أدت إلى محاكمته وتغريمه، فكان مثالًا للفنان الملتزم الذي يسدّد ثمن مواقفه مقابل عطائه الفنيّ، مناقضًا بذلك تيارًا آخر في عالم الفن اغتنى فيه فنانون حتى التخمة، فأخذوا من الفن أكثر ممّا أعطوه.
وقد أجاب الفنان الجريء والشجاع بكل صراحة ووضوح على أسئلة الطلاب، بطريقة هادئة وأسلوب تربويّ مثقف. وقد أُعجب الطلاب بشخصية الفنان العميقة والبسيطة في آن واحد، ممّا شدّ الطلاب إليه وأثار فيهم مشاعر التقدير والإعجاب والمحبة.
وفي نهاية اللقاء الذي أداره المربيان: إبراهيم قيس ونائلة قيس، شكرت مديرة المدرسة، المربية سوسن قدورة حضور الفنان، وصراحته وجرأته في إعطاء الأجوبة الشافية للطلاب، كما وعبّرت عن التقدير العميق لمواقف الفنان المشرّفة على المستوى الفني والإنساني، ثم قدّمت له هدية رمزية، هي لوحة شخصية “بورتريه” للفنان محمد بكري، أبدعها الفنان القدير زهدي قادري، المشرف على قسم الفنون في المدرسة. وعبّر الفنان محمد بكري بدوره عن اعتزازه بهذه المشاركة وعن تقديره لطلاب المدرسة ومعلميها، وعن إعجابه بالهدية الغالية برمزيتها.