خلود فوراني- سرية
لغتنا العربية، لغتنا الأم، من أجمل لغات العالم، باتت – وبكلّ أسف – تشكل عبئًا على طلابنا، وبالتالي لا غرابة أن صار الطالب يشعر بغربة عن لغته واضعًا إيّاها في آخر أولوياته!
لذلك ارتأينا في نادي روتاري ستيلا مارس وجمعية التطوير الاجتماعي- حيفا ، بأن نقوم سوية بمشروع يكسر حاجز الجليد بين الطالب العربيّ ولغته الأم، ويزيل الرهبة منها، وليكشف بواطن روائعها وجمالها، من خلال الخطابة بالعربيّة!
وعليه، بادرنا إلى تفعيل مشروع “الخطيب الصغير” باللغة العربية كبرنامج تنافسيّ يحثّ الطلاب على استعمال لغة عربيّة معياريّة سليمة والتحدث بها، ضمن برنامج تدريبيّ يمرّره مختصّ في فنّ الخطابة، لمركزي ومعلمي اللغة العربية في المدارس المشاركة في البرنامج، ومن ثمّ الوصول لمسابقة نهائيّة للتصفيات تشرف عليها لجنة تحكيم مهنيّة خاصّة.
وقد عممنا دعوة على جميع مدارس حيفا العربية لفتح المجال أمامها للمشاركة ولاقينا تجاوبا تمثل بحضور معلمي ومعلمات اللغة العربية من المدارس المهتمة، للقاءٍ تمهيدي وتعريف عن المشروع عُقد يوم 05.02.18 في قاعة فندق الكولوني.
أما انطلاقة المشروع وخروجه إلى حيّز التنفيذ فكانت يوم الاثنين 19.02.18 بعقد لقاء أول- ضمن ثلاثة لقاءات- في الكلية الأرثوذوكسية العربية، مرّره المختص في فن الخطابة، الدكتور صالح عبود.
افتتحت اللقاء ويسّرته مركزة المشروع من جمعية التطوير الاجتماعي، خلود فوراني سرية، فأهلت بدورها بالحضور والمحاضِر وبمدرّسي اللغة العربية المشاركين من المدارس. كما قدمت شكرها للجنة المعارف الأرثوذوكسية والكلية الأرثوذكسية العربية بمديرها الأستاذ إدوار شيبان على استضافتهم البرنامج واللقاء. وفي كلمة له عبّر أستاذ شيبان عن حماسهم وسعادتهم بهذا المشروع المبارك وكونهم مدرسة مشاركة فيه ومستضيفة له.
تلاه د. هاني فرّاج- مفتش عام المدارس الأهلية بكلمة داعمة للمشروع ومباركة جهود القيّمين عليه، معبّرا عن اهتمامه الخاص بموضوع الخطابة واللغة العربية متمنيا للجميع التوفيق والاستمرارية بالمشروع والنجاح .
وفي كلمة مديرة جمعية التطوير الاجتماعي المحامية- جمانة اغبارية همام ورئيس نادي الروتاري د. حاتم خوري فقد أكدا على أهمية الأخذ بهذا المشروع والنهوض به بين مدارسنا وطلابنا حفاظا على لغتنا العربية وصونها لا سيما وقد فرضت علينا تحديات أمام التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال التي جعلت اللغة العربية بين ليلة وضحاها ثقيلة على أصحابها- أبنائنا !
أما القسم المركزي في هذا اللقاء، فكان مع د. صالح عبود، استهلّه بتعريف الخَطابة حيث هو فنّ يتضمن المشافهة مع الجمهور من أجل إقناعه بفكرة معينة من خلال استمالته والتأثير عليه. قدّم بعدها معلومات مثيرة عن فنّ الخطابة في الحضارة العربية وما قبلها من العصور القديمة وشرحا مرفقا بمعروضة محوسبة عن أهمية الخطابة، مركبات الخطبة النموذجية، وشروط الخطيب النموذجي بمزج موفّق وناجح لشخصه ودوره كخطيب له باع وذراع في المجال. فألهبَ حماس المدرسين المشاركين ومدهم بطاقات واعدة للقاء الثاني وقبل الأخير والذي سيتناول فيه د. عبود صياغة الخطابة ولغة الجسد على أن ينقل المدرّسون خلال الفترة ما اكتسبوه من هذا اللقاء لطلابهم المرشحين للمشاركة في المنافسة .
يجدر بالذكر أن ” مشروع الخطيب الصغير” مُعدّ لطلاب الصف الخامس حتى العاشر في مدارس حيفا العربية على مدار أربعة أشهر، في ختامها ( شهر أيار 2018) ستقام مسابقة نهائية – يعلن عنها لاحقا – تحكم فيها هيئة مختصين تنتخب الفائزين النهائيين بين مرشحي المدارس المختلفة المشاركة الذين وصلوا المرحلة النهائية بعد تصفيات داخلية في مدرستهم وينال فيها الفائزون شهادات تقديرية وجوائز قيّمة .
خلود فوراني سرية